۱) يُحكى أنّ فتاةً بعثتها أمّها ببعض الحبوب لبيت خالتها، ولما وصلت أسقطت -مِن إهمالها- بعض الحبوب من الإناء! خافت الفتاة أن تجمعها من الأرض وتُعيدها للإناء فيُكتشف أمرها، فما كان منها إلاّ أن دسّتها تحت التراب، ثم سلّمت الخالة ما تبقّى وكتمت خطأها وعادت مسرعة.
بعد أيام بعثتها أمُّها مرّة ثانية فسلكت نفس الطريق.. فوجدت أنّ البذور التي أخفتها قد أنبتها وأظهرها اللُه من تحت التراب. فأذهلها ما رأت، وعلمت أنّها رسالة تنبيه، فـ”الله يُكلّمنا”، لـ “يُزكّينا”، ثمّ “ينظر إلينا” منتظراً منّا فعل الخيار الصحيح.

فبزوغ النبْت بمثابة “رسالة” يبعثها لها الله، مفادها أنّ دسَّ الخطأ خطأٌ آخر، عُودي للصدق وتوبي، فاليوم نعرض عليك سلعتيْن، أي مِرقاتيْن مجاناً، الصدق والتوبة.. فقط تجاوزي نفسك واذهبي بكلّ ثقة واعترفي بالخطأ لخالتِك.

بمثل تلك المواقع يمكن أن يتحرّر المرء من عُقَدِه، ويحوز السلامة النفسية، ويرتقي معنويًّا بتسنّمِه عتبات القيَم، فهذه هي معاناتنا في الحياة؛ يلازمها خيارنا أن نقرِّر أنْ نسمع وأنْ نُبصر لنُنجز إنسانيّتنا تصاعديّاً.