ارتبطت مسألة البحث والمناهج العلمية بالجامعات ومؤسسات البحث العلمي، وكأن من لم يدرس في الجامعة ومن لا ينتمي لهذه المؤسسات البحثية بعيد عن استخدام آلية البحث، إلا أن تحديد المفهوم العلمي للبحث ومناهجه تفرز لنا أن الإنسان في مشوار حياته قد يكون باحثاً وقد لا يكون، أكان بدوياً أم حضرياً، من بيئة متعلمة وفي مناخ علمي راقي أم من بيئة أميّة هابطة، لأن البحث أساسه قدرة الإنسان على توظيف قدراته العقلية بحيث يعدّ منطقياً في تصور المشاكل والأزمات وملاحقة الظواهر وجمع المعطيات والقدرة على الموازنة والاستنتاج، ولم يخل أي مجتمع بشري من أفراد قلّوا أم كثروا أقرّت لهم مجتمعاتهم بالعقلنة والفطنة والكياسة والحكمة في تقييم الأمور ومواجهة الصعاب بكفاءة واقتدار، ومن الناس عكس ذلك، فمنذ أن منح الله العقل للإنسان هيأه للتفكير العلمي والبحث المنهجي، ولكن لا يمكن إنكار دور المجتمعات العلمية المتحضرة في إذكاء مهارة مناهج البحث إلى جانب دور المؤسسات البحثية، ومع هذا يظل الإنسان هو صاحب القرار بين أن يبقى تفكيره ومنهجه عاميّاً أو علمياً، فالعامي هو…
إقرأ المزيد