يبزغ أفرادٌ في أمّتنا ليس فيهم شركاءٌ متشاكسون متشعِّبون؟؟

يبزغ أفرادٌ في أمّتنا ليس فيهم شركاءٌ متشاكسون متشعِّبون، يكونون للأمّة صفْواً بلا كدَر، علّ أنْ تترطّب باحتذائهم أجواءُ الخصومات المفتعلة، ما بين مذهبٍ ومذهب، وملّة وملّة، بل ما بين دينّي وعلميّ، ودينيّ وقوميّ، ودينيّ وإنساني، وعالميّ وقوميّ ووطنيّ، فما رأيكم بحلّ كلّ المسائل؟ بأنْ يعتزّ المرء وفْق هذه الأطروحة بلسانه لأنّه لسان العالمين، محترماً الآخرين لأنّهم أخذوا عن هذا اللّسان، ودينه لأنّ الملل كلّها في أصلها دينٌ ربّانيٌّ واحدٌ هو للعالمين، ويفخر بقوميّته لأنّ الشعوب تفرّقتْ من ها هنا، وينتمي للعالَم لأنّهم ولائد بقعته، وللإنسانيّة لأنّها رسالته منذ ظهرت وظهر، ولوطنه لأنّه المهد الأوّل للإنسان والحضارة والدّين، هذا الرجوع للأصل الذي تنفني به مصنوعات التناقض الطارئة التي جزّأت شمل الأمّة الواحدة، هو الذي احتاط له نبيّ الإسلام والعرب والإنسانيّة والعالمين بقوله (ص): (الناسُ بنو آدم، وآدمُ من تراب) (2) ومِن تراب هذه المنطقة بالخصوص، وليس ثمّةَ طريقٌ نلتمس به نوراً إلاّ بهذا الرّجوع الأشمّ (ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً)(الحديد:13).

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.