حفل تدشين مفكرون ضد التزوير – كلمة الحفل

مملكة البحرين

جمعية التجديد الثقافية الإجتماعية

كلمة الحفل

26 ديسمبر 2010م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوةُ والأخوات الأفاضل،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نرحبُ بكم مرةً أخرى في جمعيةِ التجديدِ، وعلى أعتابِ الخطوةِ الأولى لمسيرةٍ هامةٍ تم الإعدادُ لها منذُ ملتقى السراةِ الأولِ الذي التأم في هذه القاعةِ قبلَ أكثرَ من عام. إنّه تحالفُ أخوةٍ محبّينَ لأمّتِهم وللإنسانية، يملكون رؤيةً ويحملون رسالةً، ينقلون قضيّةَ التزويرِ التي استغرق كشفُها سنواتٍ من بطونِ الكتبِ إلى الواقعِ العملي… آملين أن يساهمَ معنا كلُ المخلصينَ من أبناءِ الأمة.

كان الذهولُ وعدمُ التصديقِ هو السمةَ العامةَ لردودِ الأفعالِ التي صبغتِ الفترةَ الماضيةَ بعد كشفِ حجمِ التزويرِ الذي طال التاريخَ والجغرافيا والتراثَ. إلا أنّ أيةَ خطوةٍ عمليةٍ لم ُتتخذ منذُ صدورِ هذه الأبحاثِ لا من منكرينَ للنتائجِ الجديدةِ التي ُأعلنت ولا من مؤيدينَ يدفعون باتجاه العملِ للانتقالِ إلى مرحلةِ التصحيح، فكان لابد لنا أن ننتقلَ للمرحلةِ التالية.

أيها الإخوة والأخوات،

نحن نعلمُ أن مجردَ الحديثِ عن حقيقةِ الأماكنِ التي عاش فيها أنبياءُ اللهِ العظامِ إبراهيمَ وموسى وعيسى عليهم السلام وغيرُهم من الأنبياءِ، والإعلانِ بأنهم لم يدخلوا فلسطينَ، وأنه لم يكن هناك شيءٌ في التاريخِ أسمه “فراعنة”، وأنّ “مصرَ يوسفَ (ع)” “ومصرَ موسى (ع)” لم تكن يوماً ما هي ما يُعرفُ اليومَ بجمهوريةِ مصرَ العربية. نعلم أن مجردَ الحديثِ عنها يمس مشاعرَ الكثيرينَ لأنها باتت مسلماتٍ لا يريدُ أحدٌ التحدثَ بشأنها، إلا أن السكوتَ على هذه التلفيقاتِ الأيديولوجيةِ والأكاذيبِ قد ساهم في ظلامةِ هذه الأمةِ المكلومةِ وتراجعِها الحضاري، وتشتيتِ شعبِ فلسطينَ الأبي، وكان لا بد لأحدٍ أن ينهضَ ويعالجَ هذا الجرحَ الدامي … إي علاجَ الأيديولوجيا المزوّرةِ بالأيديولوجيا الصحيحةِ …

الوثيقةُ التي ستُنطلقُ الليلةَ تم التوافقُ عليها بين المؤسسينَ الذين اتفقوا على حقيقةِ التزويرِ وعلى الكثيرِ من النتائجِ خصوصاً الروايةَ التي تمّت أدلجتُها واصطناعُها بالكاملِ لتأسيسِ هذا الكيانِ الغاصبِ تسويقاً للهجرةِ اليهوديةِ إلى أرضِ فلسطين، والتي شارك في صناعتِها وتسويقِها للعالمِ ، منظومةٌ من الحكوماتِ الغربيةِ، والقوى الاستعماريّةُ التي كانت تخطّط لنهبِ خيراتِ المنطقة، والتي كانت تمنع توحّدَها لأسبابٍ مختلفة. وكانت الحركةُ الصهيونيةُ، الرائدةُ في هذه العمليةِ بل والراعيةُ لأكبرِ عمليةِ تزويرٍ عرفها التاريخُ الإنساني. إنّ اتفاقَ المؤسسينَ على هذه الحقيقةِ لا يعني بالضرورةِ اتفاقَهم على كلِ التفاصيلِ الصغيرةِ المحيطةِ بالنتائج، فاتفاقُهم على عدمِ وجودِ هيكلٍ لسليمانَ (ع) في فلسطينَ مثلاً لا يعني اتفاقَهم على موقِعه الحقيقي على سبيلِ المثال.

المسألةُ المحوريةُ التي أجمع عليها الإخوةُ المؤسسونً – وكما تنص الوثيقةُ – هي أن هذا الكيانَ الغاصبَ المعروفَ بــ “دولةِ إسرائيلَ” يستمدُ شرعيتَه الأخلاقيةَ والقانونيةَ من خلالِ إجماعٍ عالميٍ على أنّ هذه القصّةَ “الملفقةَ” هي حقيقةٌ تاريخيةٌ. في حينَ أن البحثَ العلميَ المجرّدَ والتنقيبَ ودراسةَ التراثِ العربي والإسلامي أثبتوا بطلانَ هذه الروايةِ لعدمِ صمودِها أمامَ البرهانِ العلمي والدليلِ التاريخي. فاحتلالُ التاريخِ والجغرافيا الدينيةِ سبق احتلالَ الأرضِ بردحٍ من الزمان، بل هو ما وطأ لاحتلالِ الأرضِ وسهّلَ المهمّةَ …

لذلك سنعملُ مع الإخوةِ المؤسسينَ ومن ينضمُ لهذا التحالفِ الآنَ أو لاحقاً للتمهيدِ لعقدِ مؤتمرٍ عامٍ يناقشُ هذه القضيةَ ويبحثُ تداعياتِها وآثارَها على حاضرِ ومستقبلِ الأمّة. وسيقوم المؤتمرُ بمناقشةِ مجموعةٍ من البحوثِ والدراساتِ العربيةِ والأجنبيةِ التي تناقش هذه المسألةَ وتقترحُ المعالجاتِ المناسبة.

ضيوفَنا الكرام،

منذُ أن تشرفنا باستضافةِ ملتقى السراةِ الأولِ قبل حوالي العامِ وفريقُ العملِ المشرفُ على مشروعِ التحالفِ منهمكٌ بالإعدادِ والتأسيسِ لقيامِ هذا التحالفِ. وهو تجمّعٌ مباركٌ نعقدُ عليه نحن والمؤسسونَ الآمالَ لوضعِ حجرِ الأساسِ لقبرِ هذا المشهدِ المظلمِ، ولمقارعةِ حركةٍ ظالمةٍ أسّست لطمسِ أكثرِ فصولِ التاريخِ الإنساني بهجًة وضياءاً… فاستبقوا الخيراتِ للانضمامِ لهذا الجهدِ المباركِ، وللتأسيسِ لتيارٍ داعمٍ للتحالفِ بالتوقيعِ على الوثيقةِ، ولنعملَ سوياً لدكِ أركانِ هذا العرشِ الأيديولوجي البغيضِ والمتهاوي على رؤوسِ مشيديه بإذنِ الله.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.