افتتاحية المؤتمر

يا أمَّ القرى ..
يا مهدَ الإنسانية  ..
يا أرضَ الأنبياء ..
يا مهبطَ الرسالات ..
يا محضنَ الجنّة ..
يا طورَ سينين والبلدَ الأمين ..
يا ملتقى الأرواح الطاهرة ..
يا مشرقَ العدل ..
يا مَزهَقَ الظلم ..
ويا نفخة الروح  ..
يا مبعثَ أمّةِ الإسلام ..
نحن على موعد مع فجر بعثة الحبيب المصطفى (ص) ..
في مكّة حين داست بنعلها جبينَ هبل وهامةَ اللاّت والعزّى ..
لتخرّ هدّاً قبالَ الواحدِ الأحد ..
وتخرّ النّاسُ عابدةً راكعةً ساجدة
أمّةً واحدةً موحِّدّة ..
تعود كما كانت “خير أمّة” ..
كمقتداها  محمّد (ص) وصحبِه الحافّين به
ذاك الذي أطفأ نارَ العداوة والتنازع ..
بالحكمة والحبّ  ..
يا أمّة سئمتْ اجترار العفن على مضغٍ حقود ..
سئمت سواعد إخوة تضرب نحور أخواتها ..
سئمت الأحقاد .. والضغائن .. والحروب ..
واشتاقت لتذوب في حبّ الله المطلق ..
أيا أمّة “أحمد” .. يا زين “محمد”
أنتِ على موعد مبهم مع فطرتك التي فارقتها ..
اقلبي التاريخ .. بما لديك من قيمٍ تجعلك صانعة التاريخ ..
فليكن إلى هدف جليل تقدّمك ..
لا لانتقام حقير تشوّقك ..
“تآخوا في الله أخوين” هي تاريخنا الممتدّ في الأرض عروقاً ..
أبو بكر وعمر ..
مصعب وسعد ..
محمّد وعلي ..
لبّوا النداء صدقاً وحقّا..
ووثيقة الصلح .. لا حقد فيها ولا ثأر
ويوم الفتح ..
شفع العباس في أبي سفيان وهو يلقي سلاحه على قدمي الفاتح العظيم ..
وأكثر ..
محمد الرحمة جعل أبا سفيان شفيع قومه ..
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ..
من دخل المسجد الحرام فهو آمن ..
من أغلق بابه فهو آمن ..
وهند أم الخلاخل المصوغة من آذان وأنوف المسلمين تعترض
ولكن أبو سفيان همزها بالزجر وأدخلها حجرها ..
فهلمّوا نهمز أحقادنا بالزجر والصّفح لا بالقتل ..
وندخلها حجَرها بالحكمة ..
كي لا تقوم لها قائمة ..
مئات الألوف من إنساننا العربي تعيش محمّلة بأحقاد الثأر ..
وظلمة الانغلاق ..
ودعوى التكفير والتفسيق وحميّة الجاهليّة ..
بلا رحمة ولا عطف ..
وعلى غير أمل ..
بلا محجّة ..
بلا رباط أخوّة ..
بلا عروة وثقى ..
جاء محمّد .. مملوءة سيرته بقيم الله ..
وقلبه مفعم بالحكمة والرحمة والحب
بنو سليم .. بنو غيّان ..
بنو أسد .. بنو تميم
عبس .. بكر ..
كلاب .. كندة ..
خطّ من القبائل المشتتة بلا جامع ..
أصغَوا إلى نداء الإيمان “سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ”
كان بينهم من يحمل معه الأحقاد ..
.. ولكن
بعد أن فهم أنّ الوحدة تأبى الفرقة والكُره ..
والنور لا يُعمي ..
والخير يبني ..
هنا تحطّمت الأصنام ..
وارتفع نداء ..
“من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع صنما في بيته إلا كسره” …
وتكرّر شعار ..
“اليوم يوم المرحمة” ..
وسُمع جواب
“أخ كريم وابن أخ كريم” ..
ودوّت صرخة ..
أيها الناس !.. احفظوا قولي تنتفعوا به بعدي،
وافقهوه تنتعشوا به بعدي،
(ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا،
فإن أنتم فعلتم ذلك ولتفعلنّ، لتجدُنّني في كتيبةٍ بين جبرائيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف ….

الوحدة الإسلامية .. وديعة محمد ..

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.