الدكتور الحسيني في جمعية التجديد: نجم أمريكا يأفل والوضع أشبه بنهاية الحرب العالمية الثانية

خبر الندوة

على هامش مؤتمر “الوحدة الإسلامية وديعة محمد (ص)” الذي نظمته جمعية التجديد الثقافية في الفترة من 28-30 ديسمبر الماضي، أقامت الجمعية مساء الاثنين ندوة للدكتور سيد محمد الصادق الحسيني حملت عنوان “دور الاحتلال في إذكاء الخلافات المذهبية” بحضور جماهيري كبير.

قال الأمين العام لمنتدى الحوار العربي- الإيراني الدكتور الحسيني أن كل ما يحصل في العالم الإسلامي من أفغانستان والعراق ولبنان وباكستان والسودان هو فلم أمريكي إسرائيلي طويل تنتجه المصالح الأمريكية في المنطقة وسيستمر ممتداً إلى السعودية ومصر وأفريقيا.

وأضاف الحسيني:  أن المحافظين الجدد قد خططوا لحرب المنطقة وتقسيمها وتجزيئها (ساتلوف) الذي يعتبر عقل بوش المدبر، الذي يصرّح في كتابه (من أجل الحرية): أن هناك شرط واحد لنجاح أمريكا وهو أن يشاع في المنطقة وجود عدو خطير هو الإسلام فوبيا، وأن العالم الإسلامي هو عبارة عن نحل وملل وطوائف، وبالتالي فهذه المنطقة لا تستحق أن تبني دولة، ولا يمكن لها أن تشكل أمة، بل فيدراليات متناحرة، لتعطي لإسرائيل الشرعية.

وأكّد على أن المخطط الأمريكي لغزو بابل كان جاهزاً منذ العام 2000، ولكن سفينتهم غرقت في قاع العراق- كما عبّر- بسبب مقاومة الشعب العراقي الباسل، بعدها توجّهوا للبنان فنفذوا عملية اغتيال الشهيد الحريري لتقوم الفتنة، إلا أن حرب تموز الإسرائيلية الأمريكية على لبنان والتي كان هدفها الزحف منه إلى سوريا والعراق انتهت بالهزيمة أمام المقاومة وكانت الهزيمة الأهم في السياسة الأمريكية.

واليوم تحاول أمريكا اللعب على ورقة باكستان فانطلقت تصريحات المحافظون الجدد الهادفة لإشعال الفتنة بعد مقتل بناظير بوتو وبدأ الحديث عن تقسيم باكستان وإعادة الولايات الخمسة لأصولها.

وأشار الدكتور إلى أن الولايات المتحدة تعمل من جانب على تفتيت العراق، وقد فعلت فالعراق تحوّل فعليّا إلى دويلات صغيرة بينها حدود وحواجز، ومن جانب آخر تسعى لاتهام دول الجوار وتحديداً سوريا وإيران بالتدخل وتهديد الأمن القومي، وكأن الوجود الأمريكي مشروعاً وكأن دول الجيران لا تربطها ببعضها علاقات التواصل التاريخية والاجتماعية منذ أقدم العصور.

وتحدّث الدكتور الحسيني عن صور مما يجري على أرض الواقع من تلاعب الولايات المتحدة عبر الإعلام بالصوت والصورة كما في محاكمة صدام غير الشرعية مهما كان الحكم، ومشاهد تكسير تمثال صدام مدفوعة الثمن، إضافة إلى حرب الكلمات التي فشلوا فيها وسوف يفشلون.

وأكّد الحسيني في ندوته على أن الولاء الوطني يأتي أولاً قبل الولاء المذهبي وهو الذي خرج به المؤتمرون في بيان المنامة للوحدة الإسلامية وهو البيان الختامي لمؤتمر التجديد “الوحدة الإسلامية وديعة محمد (ص)”.

واختتم الدكتور الحسيني الندوة بقوله أن نجم أمريكا يأفل وأن إمبراطوريتها تتراجع، مقابل صعود قوي للروس والصين، حتى أن أوروبا متململة كثيراً من الأحاديّة الأمريكية. وأضاف: “الوضع أشبه بنهاية الحرب العالمية الثانية، الكل ينتظر لحظة الإجهاز على هذه الأحادية المنهارة.. ثمّة عالم ينهار لكن ببطء، مقابل عالم آخر يصعد ببطء أيضاً”.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.