مجموعات المناقشة لمؤتمر الوحدة الإسلامية وديعة محمد (ص): ملّخص نقاشات المجموعة “ب”

جلسة نقاش ب

لو تأملت في الطائفية التي هي عامل شق لوحدة المسلمين، لوجدتها تقوم على أساس ثقافي خاطئ، عمدته تقديس الأولين من صالحي الأموات وعلمائهم ومفكريهم، فكل طوائف القرن الخامس عشر الهجري، هي مرتهنة بمذاهب وآراء لرجال في القرون الثلاثة الأولى للهجرة النبوية، تابع فيها الخلف ما رسمه السلف لأنفسهم وزمانهم، فكان خلفهم من المسلمين يجرّون لأنفسهم ذلك الزمان، أينما مضوا وحلوا في الزمان والمكان وإلى اليوم، قد تختفي لفظاً أو تتبدل ولكنها في الجوهر لا تزال هي هي، فالمذاهب الكلامية من أشاعرة ومعتزلة وأصحاب الأمر بين الأمرين، والمذاهب الفقهية من حنابلة ومالكية وغيرها، والمذاهب الشاملة من سنة وشيعة وخوارج وزيديه وإسماعيلية، وأصحاب الطرق الصوفية، وسائر ما عند المسلمين اليوم من كامن الفكر ومعلنه، متوار في الكتب أو معلن على الألسن، إنما بدأ وتكون في القرون الثلاثة الأولى، ثم توقف المسلمون عليه ورهنوا حياتهم به جيلاً على أثر جيل، يبالغ بعضهم في ذلك حتى يرى أنه لو خالف السلف في شيء لضل عن الهدى، ويتخفف بعضهم فيه ليسمح لنفسه بمخالفة السلف في آرائهم، ظاناً بذلك أنه قد خرج عن إسارهم، ولكنه في الواقع صار نسخة جديدة ضمن موروث قديم، أي بقي جنينا من القرن الثاني ولد في القرن الخامس عشر، يحكمه ما كان يحكمهم من أصول ومساند وتعيينات ومسلَّمات لا يخرج عنها.

فاليوم تمسَّكَ كل فريق بغصن من أغصان القرون الأولى وظل عليه يرعاه ويحميه ويسقيه وينميه، ويكاثر فيه الأعداد بتوالد الأولاد بعد الأولاد حتى تحول الرأي أو المذهب إلى طائفة من المسلمين تتبعه وتأخذ بمذهبه. والسؤال هنا ….

  • ما هو تعريف المقدَّس في الإسلام؟ ما هو غير المقدَّس؟
  • هل تُعتبر آراء وأقوال ومناهج الرجال – من الصحابة والتابعين والمؤسِّسين الأوائل – من المقدَّسات الإسلامية؟
  • هل المقدَّسات الخاصة بالمذاهب مقدَّسات اسلامية؟
  • ما هو المنهج الذي يمكننا اتباعه لوقف تضخُّم المقدّسات في الإسلام؟
  • ما هي التوصيات التي يجب أن يتضمنّها البيان الختامي والمتعلقة بهذا الموضوع؟
  • كيف نُفعِّل مقرّرات وتوصيات المؤتمر؟ ما هو دور المشاركين في ذلك؟

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.