مجموعات المناقشة لمؤتمر الوحدة الإسلامية وديعة محمد (ص): ملّخص نقاشات المجموعة “ج”

جلسة نقاش ج

كم من مفكر وعالم وفقيه معاصر قد ذاق الأمرّين من التكفير والتفسيق والمهانة، لمجرد أنه خالف الموروث، كم من رجال عصرنا ممن ووجهوا بتهم المروق والخيانة والضلالة، لمجرد أنهم فكروا خارج الصندوق، وأطلوا إلى خارج الكهف، فهل حرمة الأحياء في ديننا ساقطة أمام حرمة الأموات؟ وهل هو من الدين أن تداس حرمة مؤمن حي، لأنه خالف رأي مؤمن ميت؟ أوليس الحي هو أدرى بزمانه من الميت؟

ولماذا يسعى البعض إلى تضخيم نقاط الاختلاف والتنازع، وتهويل آثارها في مجانبة الحق والإيمان، والسعي بها حثيثاً نحو إخراج المخالف عن ربقة الدين، وحرمانه من الجنة وبطلان أعماله الحسنة وإن بلغت الجبال وزناً؟

إن الاغترار المذهبي أدخل طوائف المسلمين فيما سبقتهم إليه اليهود والنصارى، حينما ادعوا على الله كذباً أنه لن يدخل الجنة إلاّ من كان هوداً أو نصارى، فكذب الله أمنياتهم وسطرها خالدة: أن كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فهو من أهل الجنة، ثم لا يكون مهمِّاً بعدها الاسم الذي تزينا به.

فالمذهبيّون اخترعوا لأنفسهم أن هناك فرقة واحدة في الجنة، وسائر الآخرين في النار وسموها بالفرقة الناجية، وجعلوها مذهباً أو طائفة وليس اعتقاداً وعملاً، ثم ركبوا في انتهاك حرماتهم بينهم مراكب اليهود في مقولتهم أنه ليس عليهم في غيرهم سبيل، فالمحرمات مع بني إسرائيل مباحات في غيرهم من الغش والبخس والغدر ونقض العهود، فكذلك تجد فرق المسلمين لا تتأثم في حرمات المخالفين ، فهم يأكلون لحوم بعضهم بعضاً بحجة أن الآخر فاسق لا غيبة له، ولا يتأثمون في الإدعاء ببطلان سائر أعمال من سواهم من المسلمين، بل وفي عدم عده من المسلمين على الحقيقة.

لقد افترى المذهبيّون على الله ورسوله وأوليائه كذباً فيما أوردوه من الفتاوى والآراء التي تبيح لهم أعراض الناس وفيما أوردوه من بطلان أعمالهم ونجاستهم وحرمة ذبائحهم والصلاة معهم، فهذه كلها جنايات ظالمة في دين الله والرسول (ص)، فليست هناك مسألة أوضح في الإسلام من أن كل من شهد الشهادتين فهو مسلم حرام كله، صرح بها القرآن وعاتب مخالفيها، وصرح بها الرسول(ص) وأوصى بها أمته، ولكن علماء التمذهب بتعصبهم قد مزقوا وحدة هذه الأمة، فكفَّروا وفسَّقوا المخالفين لهم الرأي، فجنوا على الأمة جناية عظيمة يكاد يستحيل علاجها. والسؤال هنا ….

  • ما هي الخطوات – العملية الفعّالة – التي يجب أن يقوم بها علماء المسلمين اليوم لمجابهة دعاوي التكفير والإقصاء، ولإعادة الحرمة للمسلمين مالاً ودماً وعرضاً؟
  • ما هي الخطوات – العملية الفعّالة – التي يجب أن يقوم بها علماء الأمة ومثقفّيها لإعادة بناء الوحدة الشعورية لدى المسلمين بكل مذاهبهم وطوائفهم؟
  • هل المسلمون اليوم بحاجة لتجديد البيعة لوديعة محمد (ص) فينا؟ …. كيف نجدّد هذه البيعة؟!
  • ما هي التوصيات التي يجب أن يتضمنّها البيان الختامي والمتعلقة بهذا الموضوع؟
  • كيف نُفعِّل مقرّرات وتوصيات المؤتمر؟ ما هو دور المشاركين في ذلك؟

 

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.