شارك عضو جمعية التجديد الثقافية عبد المطلب الشارقي في الندوة الفكرية الشبابية الأولى المنعقدة في إطار “منتدى التواصل الشبابي العربي”، بعنوان “الواقع العربي الراهن: رؤية شبابية للمشكلات والحلول” والمنعقدة بحضور 90 شاباً وشابة من 15 قطراً عربياً، وبمبادرة مشتركة من المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن والمنتدى القومي العربي.
وقدم الشارقي مداخلات خلال المؤتمر المنعقد في دار الندوة ببيروت بشأن الطائفية، ودور الإعلام، وتعريف المسلم، والعلمانية وفصل الدين عن الدولة، وثقافة الحياة مقابل ثقافة الموت. إضافةً لمشاركته بمقترحات لتطوير المنتدى وتعديل البيان الختامي.
وشمل برنامج المؤتمر الواقع السياسي والإقتصادي والثقافي العربي في يومه الأول، فيما تناول المشاركون بأوراقهم الإعلام العربي والواقع الحزبي والنقابي ومن ثم موضوع المقاومة في اليوم الثاني، واقتصر اليوم الثالث على مناقشة العلاقة بين العروبة والإسلام قبل أن تقام جلسة مطولة لمناقشة المنتدى وأساليب تطويره مستقبلاً ليعلن في الختام إعلان بيروت والذي هو عبارة عن نداء للتواصل بين شباب الأمة والعالم.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للندوة، عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى الدكتور هاني سليمان في كلمته إلى الشباب “يا شباب العرب إن أعظم ما في رسالة أمتكم هو عدم قدرة جيل واحد على تحقيق هذه الرسالة. إنها رسالة أجيال نتوارثها ونتعلمها لبناء أمتنا وتحريرها وتقدمها. يقول مثل صيني قديم ” إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشرات السنين فازرع شجرة، وإذا أردت أن تزرع لمئات السنين فازرع رجالاً”.
ومن جانبه ألقى أمين عام المنتدى القومي العربي د. زياد الحافظ كلمة قال فيها: كانت المعرفة أساس ثروتنا في العصر الذهبي، واليوم لا بد من إعادة بناء منظومتنا المعرفية العربية لإنتاج ثروة لنا وللإنسانية. هذه هي فحوى رسالة العروبة فهي رسالة إنسانية بامتياز.
ولفت الحافظ إلى أن معركة الصمود والتحرير يخوضها العرب بسواعد الشباب العربي في كل من لبنان وفلسطين والعراق هي الرد الطبيعي والصحيح على استعمار الأرض والعقل. فالتمسّك بالعقل والعلم والعقيدة المتجسدة في تراث هذه الأمة مكّن الشباب العربي في الصمود والتصدّي والتحرير والنصر.
وتحدث الأستاذ معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن قائلاً إن التواصل لدينا ليس مجرد آلية لبناء الجسور بين الأقطار والأفكار والأجيال فحسب، بل هو ثقافة ونهج وأسلوب حياة اذا لم نعمّقه في تراثنا وعقولنا ووجداننا الفردي والجماعي فسنصبح جميعاً ضحية تناحر يستولد التناحر، واقصاء يتلوه اقصاء، واجتثاث يستبطن اجتثاثاً، وفتنة تغذي فتنة.
وأضاف بشور آن الأوان لنا كعرب، وعلى يد جيلٍ كجيلكم أن نستبدل المتاريس فيما بيننا بالجسور، والانقسام بالتلاقي، والتخلّف بالنهوض، والعصبيات الجامحة بالعروبة الجامعة، والانسحاق أمام حضارة الاخرين بالاعتزاز بتراثنا الروحي والايماني العميق، بل أن نطيح بالتجزئة المقيتة لتقوم بيننا وحدة مشتركة تختار شعوبها شكلها الدستوري وآليات النضال لتحقيقها.
ويهدف المؤتمر إلى خلق فرصة للتواصل بين جميع أطياف الشباب العربي، ويأمل منظموه إقامته بشكل دوري بواقع مرتين في العام.