ندوة “بحثاً عن السيد المسيح (ع)” – الباحث أحمد الدبش

image008نفى الباحث الفلسطيني الأستاذ أحمد الدبش في الندوة الثالثة ضمن الموسم الثقافي للسراة “عالمٌ.. في أسر التزوير” أن يكون السيد المسيح في الناصرة وأكّد بأن مركز دعوته كان في نجران.

وقال الأستاذ أحمد الدبش في ندوته التي حملت عنوان “بحثاً عن السيد المسيح” والتي انعقدت مساء الأحد الموافق 18 أكتوبر الجاري بمقر جمعية التجديد الثقافية بالسلمانية أنه “ليس مؤكداً أن السيد المسيح كان من الناصرة. (Jesus Of Nazareth) “يسوع من الناصرة” هي في الحقيقة ـ تحريف، أو خطأ في ترجمة (Jesus The Nazarite) “يسوع المنذور”. علاوة على ذلك هناك شك كبير في الوجود الحقيقي لبلدة الناصرة في زمان السيد المسيح”.

وأضاف الباحث الدبش “إن ما يعزز القول بأن نجران كان مركز دعوة يسوع المسيح، ما جاء في كتاب ـ التيجان لملوك حمير ـ لـ “وهب بن منبه” من أن المسيح كانت له علاقة مع أعيان مكة، وما يؤكد، عمق النصرانية في مكة، ثلاث أخبار رويت في كتاب “الأزرقى” ـ تاريخ مكة”.

image009وتابع الدبش “الخبر الأول عن الصور التي كانت تزين جدران الكعبة، وكان فيها صورة عيسى ابن مريم، وأمه، وصور الملائكة عليهم السلام أجمعين. فلما كان يوم الفتح، دخل الرسول (ص) البيت، وأمر بطمس تلك الصور، فطمست. ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مريم وأمة عليهما السلام، وقال: أمحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي، فرفع يده عن عيسى ابن مريم وأمه”.

وأضاف” أما الخبر الثاني، فهو أنه كان في الكعبة، تمثال مريم مزوقاً، في حجرها عيسى ابنها قاعداً مزوقاً. هلكا في الحريق في عصر “ابن الزبير”. والخبر الثالث: عن امرأة من غسان، حجّت في حاج العرب، فلما رأت صورة مريم في الكعبة، قالت: بأبي وأمي إنك لعربية”.

وكان الدبش قد تساءل في مستهل ورقته “ما سر صمت المؤرخين من اليهود، وغيرهم من الأقوام والأمم الأخرى الذين عاصروا يسوع المسيح، أو الذين جاءوا في الجيل الثاني، لماذا صمتوا عن الإشارة إلى شخص يدعى يسوع المسيح، وإلى معجزاته، وأعماله؟ لماذا غفلوا عنه، ولم يفسحوا له صفحة واحدة في تسجيلاتهم التاريخية!؟ أفلا ينجم ذلك على أننا توجهنا بأنظارنا للبحث في المكان الخاطئ؟ فهل كانت اليمن الموطن الأصلي للسيد المسيح؟”.

وانطلق الدبش في مراجعاته التاريخية من “الأناجيل الأربعة (Gospels) التي تكاد تكون المصدر الوحيد لمعلوماتنا عن شخصية يسوع المسيح وقد كلها كانت بالتأكيد موجودة بعد وفاته ببضع عشرات من السنين” حسب قوله.

وأضاف الباحث الدبش “ما يلفت الانتباه إشارة العديد من النقاد إلى جهل مؤلف الإنجيل الثالث [لوقا] بجغرافية فلسطين، وحتى عادات أهلها. فقد جاء مثلاً في ـ مقدمة إنجيل لوقا، في ترجمة الكتاب المقدس الأمريكي الجديد ـ (THE NEW AMERICAN BIBLE): “أن المؤلف ليس فلسطيناً وأنه قد كتب لغير الفلسطينيين ممن جلهم مسيحيين أممين. وقد ذكرت أن مما دفعها إلى هذا الاعتقاد هو ضعف معرفة المؤلف بجغرافية فلسطين”. وتوقف الدبش ليطرح تساؤلا “على السادة اللاهوتيون”: “إذا كان مؤلف إنجيل لوقا جاهلاً بجغرافية فلسطين وبعادات أهلها… فكيف يصح الزعم بأن لوقا قد أرخ لحياة يسوع المزعوم بالفلسطيني، وللرسل في فلسطين بصدق؟!”.

image010واستشهد الدبش بقول “كريفيليوف” “في قراءته لسيرة المسيح الإنجيلية، في كتابه ـ المسيح بين الأسطورة والحقيقة ـ في إشارته لمدينة الناصرة الإنجيلية، وهو المكان الذي ارتبط بسيرة يسوع المسيح الإنجيلية، حيث يقال أنه أمضى طفولته وشبابه. “هذه المدينة لم تكن في ذلك الحين موجودة أصلاً. ومع كل الحفريات التي قام بها علماء الآثار الغربيون في المكان، الذي كان ينبغي أن تقع فيه الناصرة في تلك الأزمنة، لم يعثروا على شيء باستثناء أثار للنشاط البشرى لا أهمية لها بالمرة. حطام وأوان وقمامة… لا شك في أن الناصرة لم تكن موجودة في تلك الأزمنة التي تعزو إليها الأسطورة حياة يسوع، فقد ظهرت بعد ذلك ببعض الوقت. فأضافها الإنجيليون إلى سيرة يسوع لاحقاً”.

وتطرق الدبش إلى عدد من الشهادات من الباحثين العرب كالدكتور فاضل الربيعي في تعليقه على معنى كلمة “نصراني” و”نصارى” الذي جاء في كتابه ـ شقيقات قريش: الزواج والطعام في المورث. إضافة إلى الباحث العربي “د. أحمد داود التي يشير فيها إلى أن التسمية الأصلية لأتباع المسيح في بلد المسيح وبلغة المسيح هي “النصارى”، وهي من الفعل “نصر” ويعنى: أيّد.

وتتواصل ندوات موسم السراة الثقافي “عالمٌ.. في أسر التزوير” الذي يقدِّم مراجعات للتاريخ وجغرافيا الأنبياء ويستضيف نخبةً من المفكرين العرب حتى الأول من نوفمبر القادم، حيث تستضيف جمعية التجديد الثقافية الباحث العراقي الدكتور فاضل الربيعي في ندوة بعنوان “فلسطين المتخيّلة”. والدعوة عامة.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة