ندوة “تزوير جغرافيا الأنبياء – بين الماضي والحاضر” – الباحث م.طارق أحمد

image012أكد الباحث في جمعية التجديد المهندس طارق أحمد خلال ندوة تزوير جغرافيا الأنبياء (ع).. بين الماضي والحاضر والتي أقيمت ضمن فعاليات موسم السراة الثقافي عالمٌ.. في أسر التزوير أن ما جرى بالماضي من تزوير يأتي في سياق واحد متصل مع ما يجري اليوم من صيانةٍ وتعزيزٍ ونشرٍ للتزوير القديم.

وقال الباحث في ندوته المنعقدة مساء الأحد الموافق11 أكتوبر بمقر جمعية التجديد الثقافية إن الجدل بخصوص جغرافيا الأنبياء(ع) آخذٌ بالتصاعد والتنوع بين النخب حاليًا، وهو في طريقه السريع للتحول إلى صراع ثقافي أيدلوجي ميدانه وعي وإدراك عموم الإبراهيميين حول العالم من مسلمين ومسيح ويهود.

وتابع قائلاً إن احتدام هذا الصراع بغض النظر عن نتائجه سيؤثر على قواعد اللعبة السياسية الحاكمة للصراع مع الحركة الصهيونية، بل وسيفتح لا محالة جبهة جديدة تأتي ولأول مرة على القواعد الأيدلوجية المؤسسة للكيان الصهيوني بالمنطقة والذي نشأ بعد إقناع العالم بالعودة إلى وطن الآباء حسب خريطة جغرافيا الأنبياء المحتكر روايتها على مدونات التوراة حتى الآن.

واستعرض الباحث طارق أحمد كمّاً من الأبحاث التي تناقش مصداقية جغرافيا التوراة كأبحاث الدكتور امنويل فيلكوفسكي وكمال الصليبي وأحمد داوود وغيرهم، وتساءل لو ثبت فعلاً أن جغرافيا الأنبياء (ع) ليست كما تُدرس اليوم بالمدارس والجامعات، أو تحكى بالمساجد والكنائس والمعابد بل كما تطرح الأبحاث الجديدة وتقترح جغرافيا جديدة مركزها جبال السراة بالحجاز.. فكيف أمكن إعادة برمجة وعي الأجيال باستبدال معلومات وهمية غير منطقية بأخرى حقيقية كانت سائدة ومنسجمة عقلاً؟ ومنْ وراء هذا الجهد الممنهج العابر للأجيال؟ وكيف أمكن اختراق حصون العقل السوي وبشكل جماعي لزرع الوهم واقتلاع الحقيقة دون مقاومة؟

image011وناقش الباحث طارق أحمد أدلة رولاند وايت الذي استطاع خلال عقدٍ من الزمن أن يشيع بين الناس وعلى مستوى عالمي بأن جغرافيا الأنبياء حسب ما ترويه التوراة دقيق، بدليل أن ”علم الآثار“ المعاصر يؤكد صدقية تلك المرويات؟ وهو الذي تتلخص أدلته في اكتشاف سفينة نوح بجبال اررات التركية، وآثار عبور بني إسرائيل للبحر لا تزال موجودة بقاع خليج العقبة، واكتشاف قرية لوط بالقرب من البحر الميت، واكتشاف قدس الأقدس (تابوت العهد) تحت مسجد الأقصى بفلسطين.

وانتقد الباحث جميع تلك الإدعاءات وأضاف قائلاً لم يقنع وايت كل من اطلع على ادعاءاته التراثية فذلك ليس مهمًا، المطلوب فقط هو إيصال الوهم إلى مخزون ذاكرة المستهدف وليس بالضرورة إلى عقله، والزمن كفيل بنقل تلك الأوهام من الذاكرة إلى الوعي ومن ثم إلى الاعتقاد ليصبح الوهم عقيدة تستميت الأجيال اللاحقة في الدفاع عنها.

وأضاف الباحث إن التظليل الموجه للوعي المسيحي واليهودي لا يخلو من الإثارة العاطفية ولكن يغلب عليه سمت ”الدليل العلمي“ لتمرير المادة المضللة لوعي المتلقي، في حين أن أكثر التظليلات انتشارًا والموجهة لوعي المسلمين تحديدًا تتسم بجرعة عاطفية زائدة تغني كما يبدو عن الحاجة لإحكام مادة المزور بتفاصيل ”الدليل العلمي“ والاكتفاء بذكر فيض من ”المصادر العلمية“ صعبة التحقق.

ودعا الباحث الفنانين والمؤرخين والنخب والسياسيين للتنبه من مدى خطورة تعزيز عمليات التزوير القديمة وإبرازها للمتلقي المعاصر بحسن نية وبحلة معاصرة تقنية وأكثر خطورة لأنهم تبنّوا ما جهلوا أن مصدر أكثره توراتي إغريقي وليس قرآني عربي، كما احتوى العرض على الكثير من الصور والخرائط والفيديو والشهادات التاريخية لأهل المواقع الجغرافية التي شهدت أحداث الأنبياء (ع).

image013هذا وقدمت الكاتبة الصحفية والروائية فوزية رشيد مداخلةً رئيسية أثنت فيها على مشروع عندما نطق السراة الذي وصفته بأنه تحدٍ للوعي التقليدي وقالت إنَّ الهدف في الواقع هو مراجعة ضخمة لأفكار دينية وتراثية وأسطورية ارتبطت بوعي الإنسان أينما كان تحت تأثير التوراة المحرفة، ثم استغلال تلك الأفكار سياسيًا لاستلاب ليس فقط جغرافيا الأنبياء والتاريخ وإنما سلب الحاضر والمستقبل لهذه الأمة.

وأشارت الأستاذة رشيد على ضرورة مواصلة السعي من أجل نشر وتوصيل هذه المشاريع لأكبر شريحة من العموم مؤكدة أن “هذا الجهد الضخم قد تمّ البدء به، ويجب الاستمرار فيه، فيما عملية نشره وإيصاله يحتاج لجهد دول أو جهد الجامعة العربية وليس جهد أفراد لكن ذلك لا يعفي المؤرخين والباحثين من المسؤولية

واقترحت الأستاذة فوزية رشيد تشكيل جبهة من الباحثين والمفكرين والمؤرخين واللغويين وعلماء الآثار العرب والشرفاء من غير العرب لاستثمار النتائج المعرفيّة لمشروع السراة وغيره من المشاريع الفكرية المشابهة الصادمة للوعي التقليدي الذي اعتاد على التحريف والتفاسير الخاطئة والإسقاطات التوراتية وتساءلت رشيد ما العمل؟ من يعلق جرس الخطر؟ من يلقي الحجر الثقيل في البركة الآسنة ويبحث عن مخرج لهذا الأسن الفكري؟

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة