مؤتمر شرائع السماء وحقوق الإنسان - اللمحة التعريفية
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَ أَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد:25)
إنها محاولة لتلمُّس الطريق نحو إعادة الاعتبار للجوهر الإنساني في تراث الأمّة وبالأخص في دعوة محمد (ص)، لتصحيح مسارنا كي نُسهم مرّة أخرى في بناء الحضارة الفاضلة.

المقدمة
أُرسِلَ النبي الخاتِم محمد (ص) لإكمال مسيرة الذين سبقوه من الأنبياء، ولإتمام منظومة القيم الإنسانية والشرائع الضابطة التي تدرَّجت السماء في إنزالها إلى الأرض لتسهيل رحلة انتقال البشر من الهمجيّة إلى الإنسانية، وهو ما أكَّده قولُه (ص) “إنما بُعثتُ لـ أتمّم مكارم الأخلاق”. فأخلاق المدنيّة الفاضلة وشرائعها مثل: حريّة الاختيار، والعدالة، والمساواة، وصيانة الحقوق، وإغاثة المسكين، وحماية المستضعف، واحترام الآخر، والإحسان للوالدين، وإجارة المضطرّ، وإكرام المرأة، ورفع الظلم، وتوفير الحوائج وغيرها.. كانت هي الأسس والمقاصد الكُبرى التي قامت عليها جميع رسالات السماء.

السماءُ أصّلت مقاصد كُبرى لا يمكن لأيّ مجتمعٍ – في أيِّ زمانٍ ومكان – تجاوزها مهما تغيّرت الظروف
أهداف المؤتمر..
سعى المؤتمر إلى الاستفادة من المقاصد الكُبرى للشريعة الإسلامية والاستلهام من جميع شرائع السماء، والاستفادة من الإرث الحضاري الإنساني برمَّتهِ وذلك لوضع الأسس والمنطلقات الفكرية والثقافية والعقائدية التي يستند عليها المشرِّع المحلِّي والدُّولي لصياغة قوانين إنسانية حضارية صالحة للبشرية جمعاء مهما تباينت ثقافاتها وأديانها ولغاتها وألوانها وأعراقها، ويهدف المؤتمر إلى تحقيق أربعة أهداف رئيسية:
"قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِين فِي الْأَرْض قالُوا أَلَم تَكُن أَرْض اللَّه وَاسِعَة فَتُهَاجِرُوا"
التأسيس لإرساء قوانين لحماية حق المُسْتَضْعَف في الحماية أو الهجرة

محاور المؤتمر..
يقوم المؤتمر بتحقيق الأهداف المرجوّة عبر خمسة عشر ورقة بحثية موزَّعة على خمسة محاور رئيسية:
محور الحرَّيات الفرديَّة
1- "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" … التأسيس الثقافي لإرساء قوانين لحماية حريّة المعتقد والضمير.
2- "أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ"… التأسيس لإرساء قوانين لحماية حريّة القول والعمل.
محور العلاقات الإنسانية
1- "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" … التأسيس لإرساء قوانين تجرِّم التمييز على أساس الدين والعرق والطائفة واللون والمذهب وغيرها.
2- "وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا" … التأسيس لإرساء قوانين تأصيل مبدأ الحوار في العلاقات الإنسانية وأنسنة العلاقة بالآخر المختلف.
3- "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" … التأسيس لقوانين حماية حقوق المسنِّين.
محور الحقوق الإجتماعية والإقتصادية
1- "وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" … التأسيس الثقافي لوضع قوانين لحفظ حقوق الفقراء والمحرومين.
2- "الحقّ العلمي والثقافي" … التأسيس لوضع قوانين تحمي حقّ التعليم والمعرفة للأطفال والنساء والسجناء والمرضى والمعاقين وغيرهم.
3- "وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ" … التأسيس الفكري لوضع قوانين لحماية حقوق الملكية الفكرية.
4- "قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا"… التأسيس لإرساء قوانين لحماية حقّ المستضعف في الحماية أو الهجرة.
محور العلاقات الدولية
1- "حصانة الرُسل" عند العرب والمسلمين، والتأسيس الثقافي لإرساء قوانين الحصانة الدبلوماسية.
2- "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ" … التأسيس لإرساء قوانين الجوار والحدود الدولية.
3- "حُسن الإجارة" عند العرب والمسلمين، والتأسيس لوضع قوانين اللجوء السياسي.
محور الحروب والأزمات الدولية
1- "لا تقطعوا شجرة لا تقتلوا بهيمة لا تقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا" … التأسيس لإرساء قوانين إنسانية في الحروب والأزمات والكوارث.
2- "لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ" … الأشهر الحُرُم وبذرة التأسيس لتعميم قوانين الأمن وحفظ حرمة الدماء (الهدنة الإلزامية).
3- "فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ" … التأسيس لوضع قوانين التدخُّل الدولي لإصلاح ذات البين وفرض السلام عند الحروب .

“وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّه لا يُحِب الْمُعْتَدِين”
التأسيس لإرساء قوانين الجوار والحدود الدولية