قال الدكتور محمد حميد السلمان في ندوة “منظومة الاستعمار البريطاني في الخليج العربي.. بلجريف أنموذجاً” التي نظّمتها جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية “أن الغرب يتبع النظريات دائماً.. فالعقل الفردي في خدمة المجتمع والساسة، ولدينا المجتمع في خدمة الفرد بتداعي النظريات العشائرية”.
وأشار الدكتور السلمان في الملتقى الثقافي لجمعية التجديد مساء الأحد الموافق 23 مايو 2010م إلى نظرية الصراع بين (الدب والحوت) في الفكر السياسي العسكري الأوروبي في القرن التاسع عشر. قائلاً أن “الغلبة في التاريخ للقوة البحرية لأن البحر أضمن للاتصال بالشعوب الأخرى ولتجديد القوة الذاتية للدولة كالبرتغال وإسبانيا مثلاً”.
وأضاف الدكتور السلمان “لابد من القول بأن بريطانيا وفي الخليج بالذات أتبعت سياسة الحكم غير المباشر للعراق وإيران وبقية المشيخات الخليجية، وكان ذلك الحكم فعّال بشكل خاص، وتحت ظلاله تمكّنت منظومة الهيمنة الاستعمارية البريطانية من استغلال الموارد الطبيعية والمواد الخام في دول المنطقة بشكل سلس مع إقامة قواعد عسكرية للتمركز في نقاط إستراتيجية من الخليج مثل البحرين والشارقة والعراق وغيرها في الجانب الإيراني”.
وذكر السلمان “إن أول المستشارين في الساحة الخليجية البريطانية هو (برترام توماس) وبتأثير وجوده في عُمان جاء (تشارلز بلجريف) إلى البحرين عام 1926 بترتيب من سلطات الحماية البريطانية، ليكون بلجريف مستشاراً للمالية أيضاً ولكنه أصبح مثل سلفه في عمُان”.
وأورد الدكتور السلمان عدداً من الشهادات البحرينية في بلجريف كشهادة السيد علي سيار والسيد تقي البحارنة. كما تطرّق إلى عددٍ من مواقف بلجريف من الشركات الأجنبية،
وموقفه من موازنة الأمن والشرطة والتعليم، ومن وضع تقارير الحكومة المالية بشفافية للناس، وتدخله في تغيير التقويم من هجري إلى ميلادي عام 1953، ومقاومته لمنح الأراضي دون حدود لمن لا يستحقها، ومقاومته لعملية التجنيس من غير البحريني.
وقال الدكتور السلمان في ختام ندوته “على الرغم من كل النوايا”الطيبة”-إن جاز القول بذلك- لا يستطيع الإداري “الغربي، الكولونيالي” أن يفهم الشعوب الأصيلة فهما حقيقياً، إن نظرته لا تكون في أحسن الحالات إلا تراثية وجزئية ومشوهة”.