الحسد خلق ذميم سيء نهى عنه الإسلام، وحذّر منه الرسول الأعظم (ص) فقال: (إياكم والحسد، فإنّه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)[1]، وقد جاء في القرآن الكريم الأمر بالتعوذ من شر الحاسد إذا حسد، ذلك أنّ الحاسد إذا كان ذا قوة واقتدار نتج عن حسده الانتقام من المحسود، وإذا كان ذا عجز وضعف اقتصر أثره على نفس الحاسد في صورة همّ دائم وسقم لازم يذهل عقله عن صواب الرأي، ويشغل قلبه عن صحيح الفكر، لأنّ مجرد اعتمال انفعالات الحسد في نفس الحاسد لا يؤدي إلى الحاق الأذى والضرر بالمحسود، فاستعار مشاعر الحسد حينها لا يجاوز أن يكون كما وصفه الشاعر موفّقاً: (كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله)، فلن يكون لها أي تأثير إلا إذا تُرجمت تلك الانفعالات والمشاعر إلى خطوات عملية، ولو في مستوى توجيه النظرة الحاقدة والتي غالباً ما تكون مقرونة بكلمات يُقصد منها التأثير على الطرف الآخر خصوصا إذا كان هذا الأخير قابلاً للتأثّر بمثل هذه الأمور، غيرَ محصّنٍ بالعلم والخبرة في التعامل مع من يريد النيل منه.

إن شرّ الحاسد أي فعله الموجَّه ضد المحسود هو الذي يُتعوذ منه بالله سبحانه لا باللسان فقط بل عبر اتخاذ إجراءات عملية مضادة تبدأ بتحصيل الوعي بأساليب الحاسد وخططه والتحصّن علماً وعملاً لمنع تأثيرها السلبي عليه، لهذا جاء في القرآن الكريم طلب التعوذ من شر الحاسد (إذا حسد)، فشر الحاسد لن يطال المحسود بل لن يكون ثمة شر ما لم يتخذ الحاسد خطوة عملية ولو كانت صغيرة كالنظرة المعبّرة عن الحسد أو الكلمة المستفزة إذا وجدت لها مكانا واستقبالا في نفس المحسود، على أنه ينبغي التنويه إلى أنّ مجرد اعتقاد الإنسان بشيء -صحيحاً كان ذلك الاعتقاد أم خاطئاً – يطبع أثره على نفسه، فإذا اعتقد بأنّ الناظر إليه يرمقه بعين الحسد، وأنّ لذلك النظر تأثيراً سلبياً عليه، هذا الاعتقاد كافٍ لإحداث الأثر السلبي المتوقع حتى ولو كانت تلك النظرة بريئة، والسبب في ذلك هو الاعتقاد الخاطئ وليس النظرة.

العين والحسد

وقد شاع بين الناس أنّ للعين عند البعض تأثيرا سلبيا على المنظور إليه، البعض اعتبرها أنه الحسد نفسه، والبعض فرّق بينها وبينه بأنّ الحسد خلق سيء منهي عنه، أما العين فهي قدرة قد تتوفر لدى البعض حين النظر للأشياء تعجباً واستحساناً، تُحدث تأثيرا سلبيا على المنظور إليه، وقد يكون الناظر مؤمناً وغير قاصدٍ لإحداث ذلك الضرر! وكأنهم يقولون: ليس كل عائن حاسد ولكن كل حاسد عائن! ومن اعتبرهما واحداً اعتقد أن للحسد تأثيرا لاسلكيا عبر موجات وذبذبات تصدر من عين الحاسد حتى وإن لم يحرّكْ ساكنا! فمجرد النظرة الحاسدة من الحسود إلى محسوده كافية لصرعه أو إلى النعمة التي عنده كافية لإزالتها! ولا دليل على صحة ذلك غير قصص تُتداول عن أحداث وقعت لم يُحسَن تفسيرها.

إنّ مَنْ قال بوجود تاثير سلبي للعين اعتمد في ذلك على فهمه للآية الكريمة (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) (القلم:51)، فقد ذهب أغلب المفسرين إلى أن المقصود به الإصابة بالعينن يقول صاحب الميزان: (المراد بإزلاقه بالأبصار وصرعه بها – على ما عليه عامة المفسرين- الإصابة بالأعين، وهو نوع من التأثير النفساني لا دليل على نفيه عقلا وربما شوهد من الموارد ما يقبل الانطباق عليه، وقد وردت في الروايات فلا موجب لإنكاره)[2]!. فهل ما ذهب إليه عامة المفسرين صحيح؟ وإذا كان للعين هذا التأثير الكبير فلماذا لا يستغل الحسّاد هذه المقدرة لديهم للتخلّص من أعدائهم؟! فما أسهل ذلك دون الحاجة إلى إراقة الدماء! خصوصا مع اعتقادهم القائل: (بأن الرجل منهم كان إذا أراد أن يصيب صاحبه بالعين تجوّع ثلاثة أيام ثم كان يصفه فيصرعه بذلك)[3]!

وبالرجوع إلى الآية المذكورة آنفاً من سورة القلم المكية لفهمها ضمن سياقها في السورة نرى أنّ موضوع السورة يتحدث عن فصلٍ من فصول المواجهة بين الرسول (ص) وأعداء الدعوة الجديدة، وأسلوبهم في تشويه شخصه الكريم ونسبته إلى الجنون، ومحاولة التأثير عليه (ص) للتخلي عن رسالته أو اجهاضها في مهدها، أو الانحراف بها عن تحقيق أهدافها عبر استيعابها من الوضع القائم دون حصول تغيير حقيقي يُذكر، ولذلك أُمر بعدم الإذعان لرغبتهم في المداهنة (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) (القلم:8-9)، مهما بدا من امتلاكهم بعض أسباب القوة من مال وبنين فإنّما هو إملاء واستدراج لهم من حيث لا يعلمون، وأنّ عليه الصبر على أداء الرسالة وألاّ يكون كصاحب الحوت النبي يونس –عليه السلام- الذي ضاق صدره بقومه فاستعجل لهم العذاب وتركهم مغاضباً لعدم استجابتهم له (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (القلم:48)، ثم تأتي الآية التي نحن بصددها لتحدّد واحداً من سلوكيات الأعداء تجاه الرسول الأعظم (ص) وهو توجيههم نظرات الاستنكار والتحقير والاستهزاء مشفوعة بكلمات الاتهام بالجنون حين تلاوته الآيات القرآنية لهدايتهم، في محاولة منهم لإخراجه عن سمته (ص) ليصدر منه ما ينافي أخلاقه العظيمة التي أثبتتها الآية الرابعة من نفس السورة (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4)، فهي إذا وسيلة لإزالته عن وقاره وثباته، ومحاولة لازلاله عن الصراط المستقيم الذي هو عليه في الدعوة لنفي المصداقية عنه، ولو كان الأمر متعلقاً بقدرة العين على فعل شيء لاستخدمها الكفار في أي وقت وليس فقط حين سمعوا الذكر، وقد تكرّر مثل تلك المحاولات في سورة الإسراء (المكية أيضاً): (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (الإسراء:73)، (وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً) (الإسراء:76).

وللإنصاف أقول أنّ بعض المفسرين لم يركنوا إلى الإصابة بالأعين بالمعنى الأخص في تفسيرهم لهذه الآية، بل فسّروها بالمعنى الأعم فقالوا: (أنهم ينظرون إليك إذا سمعوا منك الذكر الذي هو القرآن نظرا مليئا بالعداوة والبغضاء يكادون يقتلونك بحديد نظرهم)[4]، أي هو أقرب للمجاز منه إلى الحقيقة والواقع، كما فصّل بعضهم قائلاً: (معناه أنهم ينظرون إليك عند تلاوة القرآن، والدعاء إلى التوحيد، نظر عداوة وبغض وإنكار لما يسمعونه وتعجب منه، فيكادون يصرعونك بحدة نظرهم ويزيلونك عن موضعك، وهذا مستعمل في الكلام، يقولون: نظر إلي فلان نظراً يكاد يصرعني ونظراً يكاد يأكلني فيه، وتأويله كله أنه نظر إلي نظراً لو أمكنه معه أن يأكلني أو يصرعني لفعل)[5]، بل أنّ الشيخ الجبائي ذهب إلى أبعد من ذلك فقال: (إن إصابة العين لا تصح)[6].

النعمة سبب عداوة الحسود

للحسد سببان، ذاتي يخصّ الإنسان نفسه، وموضوعي خارجي، أما الذاتي فمرجعه إلى نفس الحاسد وإحساسها بالنقص وافتقارها إلى الفضائل، وإما الموضوعي فمرده إلى ما أنعم الله به على عباده المحسودين، فالنعمة هي سبب عداوة الحسود، فإن كان الحاسد متنفداً قادراً على الفعل وظّف امكانياته في تحطيم محسوده، وإن لم يكن كذلك تآكل في داخله ألماً وحسرة! والنعمة إما أن تكون من نعم الله المادية كالمال أو الجمال أو المنصب وإما أن تكون فضيلة أخلاقية أو ثبات على مبدأ أو تفوق في علم أو رجاحة في عقل أو مكانة اجتماعية، وأي كانت تلك النعمة فهي مستهدف الحسود بالإضرار لا يستريح له بال حتى تضمحل أو تزول.

تحاسد الأمم

إنّ نظرتنا للحسد في حدوده الضيقة ضمن إطار العلاقات الفردية حجّم من رؤيتنا لخطورته وآثاره على مستوى المجتمعات والدول والأمم، فنحن لا نرى الحسد ولا نفهمه إلا في صورته النمطية المتمثلة في شخص يتمنى زوال نعمة الآخر المحسود أو ينظر إليه بعينه فيصيبه بها –ولعلّ صيغة المفرد في كلمة (حاسد) التي وردت في الآية ساعد على ذلك الفهم- ولم تسلم الجن عند البعض من الاتهام بالقيام بأدوار البطولة في مسلسلات الحسد الخيالية! ليساهم كل ذلك في غياب التعقّل في فهم المشكلة وحلحلتها بمنطقية وواقعية وبدل ذلك اللجوء إلى أساليب بعيدة عن التعامل مع أسباب المشكلة الحقيقية لحلها.

إنّ النعمة التي هي سبب عداوة الحاسد قد تكون من نصيب فردٍ أو عائلةٍ أو مجتمعٍ ما أو أمة بأكملها، وما ينطبق على الفرد في موضوع الحسد ينطبق على الأمة أيضاً، ومثاله من التاريخ اليهود الذين لم يتقبلوا أن يكون خاتم الأنبياء والمرسلين من غير بني إسرائيل، فهم يرون أنفسهم الأحق بهذا المنصب الإلهي، لا بسبب كفاءتهم، وإنما بسبب نظرتهم العنصرية للآخرين وادعاء الفوقية والمكانة عند الله سبحانه، فحسدوا النبي (ص) والمؤمنين برسالته على سابقة الهداية إلى الحق، ودفعهم بغضُهم لهم إلى تمنّي إرجاع المؤمنين إلى الكفر ثانية (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:109)، ولم تكن تلك مجرد رغبة في نفوسهم بل ترجموها إلى أفعال وخطط الهدف منها صرف المؤمنين عن الدين الجديد، يُفهم ذلك من تضمّن الآية دعوة المؤمنين إلى العفو والصفح وذلك لا يكون إلا مقابل فعل خارجي صدر منهم، وكان من أساليبهم الخبيثة لتحقيق هذا الغرض دخولهم في الإسلام أولَ النهار وخروجهم منه آخرَه ليوهموا الآخرين بفساد فيه، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة: (وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (آل عمران:72)، ومنها تحالفهم –وهم المؤمنون برسالة عيسى (ع)- مع المشركين المحاربين لدعوة التوحيد، وادعائهم أنّ هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا! فما الذي دفعهم إلى هذا التحالف الغريب؟ أهو التطلع إلى الملك (فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا) (النساء: من الآية53) أم هو الحسد للنبي (ص) والمؤمنين به على ما آتاهم الله من فضله؟ فقد جعل فيهم الأنبياء من قبل وجعلهم ملوكا وآتاهم من النعم ما لم يؤت أحدا من العالمين فلم يحفظوا حقها ولم يؤدوا شكرها فأُزيلت عنهم.

قد يختصّ الله سبحانه أمة من الأمم بنعمٍ لا تحضى بها أمةٌ أخرى، أكانت من النعم المادية كأنّ تنعم بموقع استراتيجي من حيث الجغرافيا والمناخ، وبخيرات الأرض من معادن و نفط ومياه في باطنها ووفرة في أمطارها وإنتاجها الزراعي والحيواني والبشري، أو من النعم المعنوية كبعث الأنبياء والرسل إليها وإنزال الكتب والتعاليم السماوية عليها، ليس استحقاقا منها ابتداءً لكل هذه النعم وإنما هكذا جرت إرادة الله سبحانه لينظر كيف يعملون، وقد اجتمعت هذه النعم في أمة العرب والمسلمين ما جعلها محطّ أنظار الحاسدين وطمع الطامعين الذين خططوا لوضع اليد عليها، وآلوا على أنفسهم ألاّ يقوم لهذه الأمة كيانٌ موحد مستقل، وعملوا على تمزيقها إلى كيانات صغيرة متناحرة، وزرعوا في قلب هذه الأمة كيانهم الدخيل دعما لهذا الغرض واستمراراً له، أقول ذلك لا بمنطق الإيمان بنظرية المؤامرة كما يحلو للبعض التلويح بها كلّما تطرق الحديث عمّا فعله ولا يزال يفعله الغرب الاستعماري بهذه الأمة، ولكن بمنطق الوقائع والأحداث الجارية على الأرض التي تثبت يوما بعد يوم أنّ غرض الاستعمالر السيطرة على خيرات هذه البلاد من جهة، واستهداف دينها وأخلاقها وقيمها السماوية لاستفراغها من أية مقاومة من جهة أخرى، انظر على الاحتلال الأمريكي في العراق بمنظار الواقع والحقيقة لا من خلال نظارة صُنعت في الولايات المتحدة الأمريكية لترى دون عناء وبوضوح الدافع الحقيقي لإرسال الجيوش والبوارج إلى هذه المنطقة مهما غُلف بشعار نشر الديمقراطية ومساعدة الشعوب على التخلص من ديكتاتورييها!

لقد تُرجم الحسد عند هؤلاء إلى خطط وبرامج هدفها السيطرة على هذه الأمة، والعبث بتاريخها، وتشويه مبادئها وقيمها، والتحكّم في عناصر قوتها، وشل قدرتها على التحرك والانطلاق، حتى بات أغلب شبابنا وشاباتنا اليوم منشغلين بالتوافه من الأمور، يعيشون ضياع الهوية واللامبالاة، وهمهم الأكبر آخر صرعات الموضة والاستهلاك والراحة.

إنّ الفهم الصحيح لموضوع الحسد وآثاره وعدم قصره على حالات فردية هنا وهناك ضرورة لابد منها لمعالجته، فخطة الحسود تحتاج إلى خطة مدروسة مضادة لمواجهتها على صعيدي النفس والمجتمع، والمعرفة بتفاصيل خطة العدو ومداخله تُعين على ترسّم الخطوات الصحيحة في التصدي لها، وبدون ذلك الوعي نكون نحن أدوات الخطة ووقود الحرب التي تُشن ضدنا ونحن لا نشعر، إن لم نكن نحسب أننا نحسن صنعا! وهذا هو الحاصل بالفعل مع الأسف، فالعدو لا يستطيع فعل شيء ما لم نمكّنه نحن من أنفسنا، وأول هذا التمكين يتجلّى في تخلينا عن وعينا الأعلى، عن علاقتنا بالروح وهي أسمى ما أودعه فينا الخالق سبحانه وميّزنا به عن سائر مخلوقاته.

إن عقول الناس باتت مغسولة بشكل لا يمكنهم إلا العيش من خلال الاستهلاك والمتعة، وهذا لا يترك لهم مجالا للانتباه للزيف الذي حاطهم، أو اليقظة من الغفلة المفروضة عليهم، أو النهضة من كبواتهم بسبب تناقضات الحياة المزمنة.

إن معضلات الأمة ليست في عوامل خارجة عن ميدان التحكّم، إنها كلها تعود إلى مشاكل واختلالات في الوظائف العليا للعقل الإنساني سببها الحسد المنظم الذي وقع على الأمة ثم تطور ونفث في كل قيمها، فبات يمس جميع سكان الأرض، فلا غرو أن قال رسول الله (ص): (كاد الحسد أن يسبق القدر)[7].

 

[1]– ميزان الحكمة – محمد الريشهري – ج1 – ص630

[2]– تفسير الميزان- السيد الطباطبائي – ج19-ص 388

[3]– تفسير مجمع البيان – الشيخ الطبرسي – ج10-ص100

[4]– تفسير الميزان-السيد الطباطبائي-ج19-ص388

[5]– تفسير مجمع البيان-الشيخ الطبرسي-ج10-ص100

[6]– المصدر السابق

[7]– ميزان الحكمة – محمد الريشهري-ج1-ص631.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة