صلح الحديبية درس في تحديد الغاية الأهم

استبشر المسلمون خيراً, حين أخبرهم نبيُّ الله (ص) بأنّه رآهم في منامه يطوفون معه حول الكعبة, وكانت بالفعل بشرى، تعوّدوا على مثلها, لا يشكّون في صدقها ولا في تحقّقها, فطالما أخبرهم وبشرهم بأشياء أخرى, فكانوا يرون ما بشّر به (ص) واقعاً ملموساً. إذن هناك عمرة قادمة, ولّما عزم (ص) على التوجّه إلى مكّة معتمراً ما كانوا يشكّون في أنّها هي العمرة الموعودة, وبنوا على هذه الرؤيا كل ما بنوا, مع أنّ الوحي لمْ يأتِ له بشيء فيها, فلم يستفسر أحدٌ منهم كيف سيتحقّق ذلك؟ وما هي الوسيلة؟ وما الموقف الذي ستتّخذه قريش؟ ثم ما العمل لو رفضت دخولهم مكة؟ ولو أنّ المسلمين تداولوا الأمر, متسائلين بمثل هذه الأسئلة, لربمّا خلقوا في أنفسهم أرضيّة, تساعدهم على تقبل خطة النبيّ (ص) من دون تلكّؤ, أو اعتراض, إلا أنّهم كما يبدو أخذوا رؤيا النبيّ (ص) نتيجةً حتمية. غير مكترثين بالواقع والعقبات, ومن ثمّ فإنّ الضمان الإلهيّ, المتمثّل في هذه الرؤيا, لا يحتاجون معه إلى شيء, لا إلى تخطيط, ولا معرفة إمكانات العدوّ, من نقاط قوّة, ونقاط ضعف, ولا إلى أيّ شيء آخر, فظنوا بأنها العمرة التي خرجوا لها في هذا العام, في حين أن السماء تخطط ( مع النبي ) أن تكون العمرة المصدقة للرؤيا هي التي ستقع العام المقبل بعد الصلح لا قبله.

النتيجة حتميّة, والعمرة آتية, لا شكّ فيها, غير أنّ الفرق بين النبيّ (ص) وأصحابه, هو أنّه كان يراها نتيجة حتمية مرتبطةً بكامل أسبابها, وتخطيطه الكامل وفق دراسة الظرف والاحتمالات هو من صميم أسبابها, فلا بدّ له (ص) من تحمّل أسباب نجاح العمرة, آخذًا في الاعتبار الواقع القائم بكلّ تعقيداته, لذلك من الطبيعيّ أن يضع خطّة كاملة, يدرس فيها كلّ شيء يمكن أن يؤثّر على غايته من حركنه تلك, سلباً وإيجاباً, من ناحيته وناحية عدوّه, وما هي الأشياء التي يمكن أن يستغلّها لصالح غايته, ووضع أمام كلّ عقبة حلا مناسبا, فوضع (ص) خطة دقيقة شاملة ضامنة تبلغه هدفه الأعلى, منها قراره الخروج في الأشهر الحُرم ليمنع قريشاً خيار القتال, والعشرات من الدقائق الحكيمة التي يضيق بنا سردها. وكان الهدف الحقيقي للرسول مغيباً, في ثنايا عمرته, لذلك لم يدركه لا أصحابُه ولا أعداؤه, وقد حسب الطرفان, أصحابُ الرسول, وقريش, أنّ غايته (ص)  فعلاً هي العمرة, فكانت العمرة هي السقف الأعلى الذي لم يتجاوزه تفكيرُ الطرفين, لذلك لا حظنا كيف كان أصحاب النبيّ من جانب, وقريش من جانب, يتجادلان في مفردات بنود الصلح ( الحديبيّة), فقريش واندفاعاً من كبريائها, شرطت لنفسها, أن يرجع محمّد والمسلمون عامهم ذاك, ولهم أن يعتمروا في العام القادم, فلم تتجاوز نظرة قريش موضع قدمها, وكلّ الذي جاهدت من أجله, هو خوفها من أن تقول القبائل العربية لقد ذلّت قريش, وضعفت وجبنت أمام محمّد, ( فها هو يدخل عليها عنوةً وقد باغتها ووقف على مشارف مكّة من دون أن تدري من أيّ طريقٍ جاء, وها هو يدخل رغماً عنها ويطوف بالبيت, كما خطّط وأراد ), هذا ما كانت تخشاه قريش.

لقد أعمى هذا الكبرياء بصيرة قريش, فلم تعرف الغاية البعيدة للنبيّ (ص), ولو كان الأمر بيد المسلمين, لما حكوا كما ماحكت قريش, بل وأكثر منها، بل هم بالفعل ما حكوا كثيرا, واستراحت نفسُ قريش بعض الشيء, عندها قبل النبيُّ  ما اشترطوا, وبدت تلك الشروط في نظر المسلمين غير ملائمة لعزّتهم, وهم الذين أذاقوا قريشًا ما أذاقوها, وهم اليوم في العتاد والرجال, أكثر منعة, من أيّ وقت مضى, فيفترض أن لا يقبلوا شرطاً, كأنّ الذلّ فيه, وكأنّهم المغلوبون, فلماذا لا نردّ عليهم شروطهم, هكذا قال المسلمون فقد أقبل عمر بن الخطاب على أبي بكر الصدّيق فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى.

قال: أوَلسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أوَليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنيّة في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه, فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله … ثم أتى رسول الله فقال: يا رسول الله ألست برسول الله؟ قال: “بلى”, قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: “بلى”, قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: “بلى”؛ قال: فعلام نعطي الدنيّة في ديننا؟ قال: ( أنا عبد الله ورسوله, لن أخالف أمره, ولن يضيعني).

ومنذ البداية اقسم المسلمون أن لا يكتبوا, إلا ( بسم الله الرحمن الرحيم), حينما اعترض عليها سهيل بن عمرو, مفوَّض قريش, أما رسول الله, صاحب الغاية الأبعد, فقال اكتبها ( باسمك اللهم)، وبقي المسلمون والتوتّر غالبٌ عليهم, غير راضين عن الصلح, وكأنّ فيه شيئاً من مهانتهم, وما زالت تلك حالهم, حتى بعد أن انتهى الطرفان, من توقيع الصلح, فأين رؤيا رسول الله, أين العمرة, وأين الطواف؟ّ وكيف نرجع ونحن الأعزّ ودون أن يبلغ الهدي محله؟!

وحينما أمرهم النبيُّ أن ينحروا ما كان معهم من الهدي, وأن يحلقوا رؤوسهم, لم يستجيبوا لأمره, فأعادها ثانية وثالثة ( وكان إذا أمرَ أمر ثلاثاً, وإذا نهى نهى ثلاثاً). ودخل على أم سلمة, وقد بدا على ملامحه الشريفة, تأثيرُ الموقف فأشارت عليه, أن يخرج وينحر ويحلق ولا يكلّمهم بشيء ففعل (ص) كما أشارت هذه “المرأةُ” العظيمة, فلمّا رأوا رسول الله, فعلوا كفعله, لكنّهم رجعوا – كما رجعت قريش – كلّ طرف غير راض عن الصلح وقد نزلت هذه الآية ( لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ  لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ  فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ) ( الفتح: 27 ).

لتؤكِّد صدق هذه الرؤيا, ولتُفهم  المسلمين أنّ وراء الرؤيا عمرة غير هذه العمرة التي هي مقدمة لها وشرط لحصولها, فثمة أمرٌ عظيم وفتحٌ مبين لم يدركوه, أمّا رسول الله فكانت هذه العمرة الاختيارية في نظره ليس إلا وسيلة, لما هو أعظم, فقد كانت ذريعته إلى مبتغاه, فالقتال ليس غايتَه بل طارئٌ مفروضٌ عليه, إنّما له في الصلح غاية, وهو أن يكون حراًّ في تبليغ دعوته بسلام,  لمن يشاء من الناس, وما تزال قريش عرقالاً كبيراً, في هذا الطريق وهو (ص) يرى أن لا بد من تذليل هذه العقبة, ولقد أفصح عن غايته هذه عدّة مرات في طريقه إلى مكّة. من دون أن يتحدّث عن العمرة, ما يؤكد أنّ العمرة هذه ليست إلا وسيلة لبلوغ هذه الغاية.

فحينما بلغه خروج خالد بن الوليد, في مائتي فارس, للتحرّش بهم ومواجهتهم وصدّهم عن دخول مكة – وكان (ص) قد أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار ووضع ما يراه حلاًّ مناسبا له, وفعلا قد تنكّب الطريق وسلك طريقا وعرًا – وقال: ( ويحَ قريش قد أكلتهم الحرب, فماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب, فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا, وإن أظهرني الله عليهم, دخلوا في الإسلام وافرين, وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوّة, فما تظنّ قريش, فوالله لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به, حتى يظهره الله, أو تنفرد هذه السالفة ) – وأشار إلى عنقه – كذلك لما وصل ” ثنيّة المرار ” بركتْ ناقتُه فقال الناس خلأت, فقال (ص) ما خلأت, وما هو لها بخُلُق, ولكن حبسها حابسُ الفيل ( وهذا تأييد إلهيّ للغاية التي في نفسه والتي هي أكبر من ذات العمرة التمهيدية ) , ثم أردف قائلا: ( لا تدعونّي قريش اليوم إلى خطّة يسألوني صلة الرحم, إلّا أعطيتهم إياها ). وبينما هم كذلك جاء بديل بن ورقاء الخزاعي, في نفر في قومه ( وكانوا عيبة نصح رسول الله ) فقال إني تركت كعبة بن لؤي وعامر بن لؤي قد نزلوا أعداد مياه الحديبية – أمام مياه وافرة – معهم العوذُ المطافيل – النوقُ المعدّة – وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت, فقال (ص): إنّا لم نأتِ لقتال احدٍ, ولكنّا جئنا معتمرين, وإنّ فريشًا قد أنهكتهم الحرب, وأضرّتْ بهم, فإنّ ساءوا ماددْناهم مدّة. ويُخلّوا بيني وبين الناس ( هنا عبرّ عن هدفه الأعلى ), فالغاية من المدّة أن ” يُخلّوا بيني وبين الناس”, فقال بديل بن ورقاء, سنبلغهم ما تقول, وهذا بعينه ما يريده (ص) فالغرض الذي كرّره النبيُّ غرض أعلى من ذات العمرة وأعلى حتى من الصلح إلا أنّ الصلح يعني الكثير لصالح المسلمين, ففيه اعتراف بالإسلام كدين والاعتراف بمحمّد كنبيّ وبحقّه في التعبير عن معتقده ووجوده بالدعوة لله, فضمن النبيُّ حريّة اللقاء بمن شاء من القبائل, ولقد دخل بعد الصلح جموعٌ غفيرةٌ في الإسلام وتضاعف عدد المسلمين, وبالمقارنة نعرف أثر هذا الصلح على الإسلام والمسلمين ففي هذه العمرة خرج رسول الله ومعه من المسلمين وغير المسلمين ألف وأربعمائة رجل وعاد بعد عام في عمرة القضاء بألفين من المسلمين تصديقا لرؤياه, بينما خرج بعد عامين وهو عام فتح مكّة بعشرة آلاف رجل من المسلمين! إذن فقد حقق الصلح للنبيّ ما كانت تتهرّب منه قريش مّما لم يُقيّمه المسلمون حقّ التقييم من اضطرار قريش لإبرام الصلح, وكان ذلك آخر انتكاساتها, وآخر فتوحات محمّد, فقد دُفعت قريش للصلح دفعًا في عقر دارها, تحقيقاً لمقولة النبيّ الخالدة بعد انخساء الأحزاب في الخندق ( اليوم نغزوهم ولا يغزونا ), وتغيرّت عقليّة قريش وموقفها من الرسول, الذي استخلص بالسلم شرعيّة وجوده ووجود دينه وجماعته, فانطلق المسلمون بكامل حرّيتهم ينشرون دينهم الوضّاء ويُبشّرون بقيَم السماء والعدل, وتجاسر هو (ص) ليُرسل بكلّ مشاعر الرحمة والعزيمة كُتبَه السامية إلى ملوك عصره يدعوهم فيها لخير الدنيا والآخرة, للالتحاق وشعوبهم بركب آخر دين, وأتاح له هذا الصلح أن يتفرّغ لجيوب المفسدين في الأرض المقدّسة من عُتاة اليهود, فعرج على معاقلهم يدكّ حصونهم, ففتح خيبراً, وصالحه أهلُ فدك.

فما أعظمه من فتح عظيم – ذلك الصُلح النبويّ الخارق للزمان – حيث دخلتْ القبائل العربية تباعاً في دين الله وأفواجاً, وحيث بلّغ رسول الله كلمة ربّه إلى الملوك, وحيث حطّم حصون مردة اليهود, وتوّج ذلك كلّه بفتح مكّة حين غدر أهلُها بعهدهم بعد عامين فسقطت كما تسقط التفاحةُ حين نضجها عفواً, من آثار ذلك أيضا رجوع جعفر بن أبي طالب ومن معه من إخوانه المسلمين من الحبشة, حتى قال رسول الله: لا أدري بأيّهما أُسرّ بفتح خبيرٍ أم برجوع جعفر!

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة