الحوار.. طريقنا للتأسيس لواقع البلد الآمن!
قالت الباحثة بجمعية التجديد الثقافية الأستاذة رابحة الزيرة أن جوهر الأديان السماوية يتألّق إذا ما تعرّضت الأمة الإنسانية لبلاء عظيم ليهبّ (الصالحون المصلحون) بكافة أطيافهم وأديانهم ومذاهبهم للتصدّي لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية دون اعتبار لدين أو طائفة أو مذهب أو عقيدة أو لون أو موقع أو جنس وإنما ينفرون (جميعاً) لنصرة (كلّ) مظلوم ومبتلى بدافع إنساني نبيل، ليحقّقوا معاً دعوة إبراهيم (ع): “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ”، ولينضووا جميعاً مع من قال عنهم عيسى (ع): “طوبي لصانعي السلام”، وليكونوا من ملبّي نداء محمد (ص): “انشروا السلام في الأرض”.
كان ذلك فـي اللقاء الذي نظّمه الفـريـق العـربـي لـلحـوار الإسـلامـي – المـسـيـحـي ومـنـتـدى التـنـمـيـة والثـقـافـة والحـوار، حـول دور المـرأة فـي الحـوار الإسـلامـي – المـسـيـحـي الثاني، والمقام في سوريا في الفترة من 24-28 يوليو 2010م، وضم مشاركين من بلدان عربية مختلفة مثل لبنان، سوريا، فلسطين، البحرين، السعودية، مصر، العراق، من الشـخـصـيـات الديـنـيـة والمـدنـيـة والاخـتـصـاصـيـين والمـثـقـفـين العـامـليـن والمـهـتـمـيـن فـي مـجـال الحـوار الإسـلامـي – المـسـيـحـي ودعـم دور المـرأة فـي هـذا المـجـال.
وتطرقت الباحثة الزيرة في محورها الأول من ورقتها “الحوار.. تأسيس لواقع البلد الآمن” إلى القواعد العامة ودعامات الحوار، وقالت أن أولى دعائم هذا الحوار أنه ينبغي أن يقوم على أساس “تقريب القلوب من بعضها ولا يكتفي بتقريب العقول وحسب”، داعية إلى الحوار استناداً إلى قاعدة “ولا تزكّوا أنفسكم”، والتي مفادها أن لا يرى أحدكم نفسه خيراً من الآخرين، لأن “تزكية النفس” تستدعي أوّلاً الشعور بامتلاك الحقيقة، ومن ثم تستبطن ازدراء (الآخر) والتعامل معه بفوقانية واتّهامه في عقيدته وفسادها.
أما في المحور الثاني فقط سلّطت الأستاذة رابحة الزيرة الضوء على حملة “واجب المواطنة حقي” التي دشّنتها جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية بالتعاون مع المؤسسة العربية للديمقراطية والتحالف المدني العربي من أجل المواطنة في 20 يونيو2010م، كما استعرضت مجموعة من بنود وثيقة “وطنيّون أولاً”، التي أعدّتها جمعية التجديد الثقافية كمقدّمة لمشروع “أمان الوحدة الوطنية”، حيث فصّلت فيها رؤيتها الوطنية لمبادئ والتزامات فرقاء الوطن، واستعرضت بعض بنودها كنموذج لتطوير وسائل الحوار.
وأكّدت الأستاذة رابحة الزيرة بأن المبادئ العامة المذكورة في هذه الوثيقة يمكن تعميمها لتكون قواعد للعيش المشترك في أيّ بلد يحتضن مواطنين ذوي انتماءات وولاءات متنوّعة.