أقامت جمعية التجديد الثقافية في ملتقاها الأسبوعي ندوة (السلف والخوارج مقاربة حذرة) للعضويين نبيل المخلوق ومحمد رضا رجب، وذلك مساء الأحد 28-12-2008م.
وتطرقت الندوة لعدة قضايا تدور حول السلفية، ابتداءً بتعريف السلفية لغةً، مروراً بسيرة ابن تيمية، والواقع السياسي الذي عاصره، ومواقفه مع الغزو المغولي ومن ولاة الأمر، إضافة إلى بيان آرائه الفقهية التي تتميز بحدة الطبع، والتمسك بالرأي ولو خالف فيه جميع المذاهب الأربعة كرأيه في الطلاق.
وقد عارض ابن تيمية المتصوفة والشيعة، وكان عداؤه مع المتصوفة أشد لأنهماكتسبوا ودّ الأمراء ورفعوا التكاليف من بعضهم عبر تثبيت نظرية (وحدة الوجود)، وخاف الناس من انتقادهم خشية الانتقام الإلهي، ذلك عدا موقفالاعتزال والاعتكاف في الوقت الذي يُتطلّب فيه اتخاذ موقف اجتماعي وسياسي من حرب المغول
أما معارضته للشيعة فكان للموقف التاريخي في السقيفة، وحاضر دخول المغول للعراق، وأخيراً موقف العلويين في الداخل من المغول ومخالفة السنة.وذُكرت كلمة للألباني يجدر الإشارة إليها حينما قال: (أفرطنا في التصفية وفرّطنا في التربية).
وفي الشق الثاني من المحاضرة تناول المُحاضران فئة الخوارج، واستعرضا عدداً من كلمات أمير المؤمنين (ع) كقوله: «لا تُقاتِلُوا الْخَوارِجَ بَعْدِي فَلَيْسَ مَنْ طَلَبَ الْحَقّ فَأَخْطَأَهُ كَمَنْ طَلَبَ الْباطِلَ فَأَدْرَكَهُ»،وبعض النماذج من الخوارج كعمران بن حطّان، وأبي بلال المرداسوتطرقا إلى نشوئهم حيث أن الخوارج كانوا دعاة لنظام سياسي قائم على مبادئ الإسلام وقيمه وعدالته. ولم يكن للخوارج نظرية صريحة لآرائهم السياسية والدينية، ولكن المؤرخين قد وضعوا بعض النقاط التي استقرؤوها من تاريخهم، ثم انتقلوا لأباضية اليوم ومواقفهم من المسائل الخلافية. وكان الهدف من قراءة الخوارج هو الإشارة إلى نمط التفكير الخارجي،والتحولات التي جَرَت عليه، واحتمالية أن يتكرر هذا النمط مع أيّ فرقة من فرق المسلمين كتنظيم القاعدة، إضافة إلى دراسة بداية هذا النمط ونهايته في تفكيره ومواقفه، وضرورة الوصول إلى نتيجة للتعايش مع الفرق الأخرى.