إنّ قراءة متفحصة متجرّدة لتراثنا العربي القديم تقود لتلمس حقائق أخرى عن عقائد العرب القدامى؛ تنفي ما قيل عنهم أنهم غرقى في الشرك والوثنية والآلهة المتعدّدة. ثمة يد ربانية هادية امتدت لرعاية الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض، لم تتخلَ عنه أبداً، وبعثت له أنبياء ورسل تترى، خاصة في محطات الضلال التي كانت تهدّد مسيرته الإيمانية. فعقيدة التوحيد منذ أن بدأت بآدم، استمرت في بنيه تخبو حيناً وتزهو حيناً آخر، ولكنها لم تنطفىء.