التجديد تفتتح الباقة الأولى لمنتداها الثقافي (موسم استئناف الحياة) بندوة السلم والحرب (وجوب السلم وكراهة الحرب)

Nadwa2 pic

افتتحت جمعية التجديد منتداها الثقافي ( موسم استئناف الحياة ) ضمن باقتها الأولى (الأسرة الإنسانية) بندوة مشتركة تحمل عنوان (السلم والحرب وجوب السلم وكراهة الحرب) وذلك مساء الأحد في التاسع من فبراير ٢٠٢٠م، بمقر الجمعية بالسلمانية بحضور جمع غفير من الضيوف وأعضاء الجمعية .
قدم الندوة التي ابتدأت تمام الساعة الثامنة مساء ضيف الجمعية الدكتور الفاضل محمد عيسى الكويتي بمعية عضو الجمعية الأستاذ الباحث جلال القصاب.
ابتدأها الدكتور محمد عيسى الكويتي والحاصل على الدكتوراه في الإصلاح الإداري ، بالإشارة الى أن دستورنا القران الكريم يدعو إلى السلم مستشهدا بقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )، وبآية أخرى تدعو إلى الخير والأمر بالمعروف (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)
وأكد الدكتور محمد الكويتي على أن الصراع بين الأفراد والجماعات والدول أساسه أزمة الضمير، لذلك يجب علينا مواجهة تلك الصراعات والتحديات بمزيد من الإصلاح ولا يتأتى ذلك إلا بالإفساح لحرية التعبير، وأن نتخذ واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمسؤولية وسبيل للإصلاح. ثم تطرق الدكتور الكويتي إلى استحالة التغيير مالم تتغير المفاهيم، وأشار إلى تطور المفاهيم في تجربة أوروبا على يد مفكريها، كمفهوم العقد الاجتماعي الذي أدى للتسالم وتطور مجتمع مدني تترسخ فيه قيم المساواة والعدالة، ثم بين في حديثه المحطات الرئيسية الخمس التي ساهمت في تحرر العقل الأوربي حيث نحى الغرب لتبني منهجا علميا للتفكير، وقد ابتدأت مراحل التغيير بالصراع مع الكنيسة، وأعقبه عصر النهضة والتنوير، وكانت المحطة الحاسمة هي الثورة الصناعية والمعرفية، حيث اتجه المجتمع للابداع والابتكار والانتاج في كل الحقول. توج هذا التغيير في محطته الأخيرة ببناء دولة القانون القوية والتي تدار بكفاءة، هذه المحطات ساهمت في الخروج من الصراع الدموي إلى فضاء التطور، حيث أوجدت آلية لتغيير المفاهيم والأدوات والوسائل بمعرفة جديدة، ودعا في ختام حديثه إلى دراسة هذه التجربة والاستلهام منها للاستفادة في استحداث مسار جديد لتجاوز الصراعات في دولنا ومجتمعاتنا العربية المنهكة.
بعدها تحدث الأستاذ جلال القصاب وهو باحث رئيسي في قسم الدراسات والبحوث بالجمعية تحت نفس العنوان مقدما ثلاثة محاور:
١ – الأديان تدعو للحرب أم السلام.
٢ – بذور الحرب.
٣ – بذور السلام في الإسلام.
ففي المحور الأول وتحت عنوان (الإسلام حرب أم سلام) أشار الباحث القصاب إلى أن هناك لغتان لغة الصراع و لغة السلام، وهما اللتان أشار اليهما القران الكريم في قوله ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )، فلغتهم السلام بينما اللغة الأخرى هي لغة مفرداتها وتسمياتها ملغومة تسخن للحرب. وتطرق عضو جمعية التجديد إلى أن ما نتعارف عليه من تسميات لبعض أحداث سيرة نبينا الكريم (ص) كحروب النبي، غزوات النبي، معارك النبي لا تعكس سيرته (ص)، فهو لم يخض حربا ولا معركة وإنما كانت كلها حملات دفاع عن النفس دافعها البحث عن السلم بكبح جموح المعتدين.
وأكد الأستاذ جلال القصاب أن الصراعات الكبيرة هي صراعات أناس صغار؛ لم يطوروا في طفولتهم آليات سليمة لحل خلافاتهم.
بعد ذلك تساءل القصاب: هل لغة الدين تجاوزية أم تصادمية؟ بناءة أو هدامة؟ هل لغة القران تحث على الحرب أم تدعو إلى السلام والصلح؟ وحث الإنسان بأن يقيس شخصيته وفق القرآن ووفق القيم والمبادئ.
موضحا بأن جوهر القيم موجود في كل الحضارات وهو روح تعاليم الأديان، تجده في تعاليم وحكم كل المصلحين كغاندي والنبي موسى(ع) والنبي داوود (ع)، ثقافة نراها متجانسة من نفس المشكاة كما قال النجاشي، لغة السلام هي لغة المصلحين وهي لغة القرآن، تجدها في قول النبي محمد(ص) أيضا ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة ؟
قالوا بلى يا رسول الله.
قال: إصلاح ذات البين.
واستفهم الأستاذ جلال القصاب هل الدين يدعو للعدوان أو الحرب؟ ما الذي حدث هل هو انقلاب الدين وتشويه قيمه ومفاهيمه؟ لماذا قتل أكثر من ٦٠ مليون قتيل في الحرب العالمية الثانية؟ وأشار بحسب إحصائية إلى أن الحروب منذ ٨٠٠٠ قبل الميلاد وإلى ٢٠٠٠ ميلادي كانت لأسباب غير دينية وإنما كان الدين دريعة لمشعليها فقط.
واختتم الباحث حديثه ببيان بذور الحرب، وتساءل ما هي هذه البذور ؟وما الذي يحرك الصدامات؟ وأشار إلى أن بذورها الشعور بالأفضلية والهيمنة والعنصرية والكراهية والانتقام، كلها بذور تأجيج الحرب، فإذا أردنا السلام فلابد من القضاء على بذور الحرب، وحث على تعزيز بذور السلام كما أراد الإسلام، فهي على مستوى الأهداف السلام مع النفس، إصلاح ذات البين، ورضا الله، وأما على مستوى العقائد فتتضمن الحب والكرامة والمخافة من الله، وعلى مستوى الأخلاق الصبر والتسامح والتدافع، وعلى مستوى الدعم هي التقوى والابتعاد عن النواهي والوعيد.
وفي نهاية الحديث أشار إلى أن التعاليم الإسلامية تصوغ الشخصية الأخلاقية التي تدعو إلى السلام (فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) على جميع الأصعدة.
واختتمت الندوة بمداخلات وأسئلة قيمة شفهية وكتابية من الحضور شاركوا بها المقدمين أفكارهما.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.