جمعية التجديد الثقافية تفتتح مؤتمر (شرائع السماء وحقوق الإنسان.. عودةٌ للجذور)

4489766573_f35f943c4f_o

وسط حضور لافت، انطلق صباح السبت الموافق الثالث من أبريل مؤتمر (شرائع السماء وحقوق الإنسان.. عودةٌ للجذور) الذي تنظّمه جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية في فندق الدبلومات ساس راديسون حتى الخامس من أبريل 2010م.

وقال السيد رضا رجب رئيس جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية في كلمته التي ألقاها في مستهل حفل الافتتاح أن الحديث عن المبادئ العامة لحقوقِ الإنسان أضحى من المتناقضات، وباتت –وللأسف– دعوات احترام كرامة الإنسان وحقوقِه وحرّية اختياره تُوصَم بالشبهة والتغريب، وكأنّها دعواتٌ لهدم الدين والوطن لا لنصرتهما!”.

وأضاف السيد رجب “لم يع أصحاب هذه الآراء أنهم لم يساهموا بآرائهم تلك في غربة الإسلام عن المسلمين فحسب، بل شاركوا في حرمان البشرية قاطبة من منظومة إنسانية سامية، ومخزون ثقافي هائل، هي بأمسِّ الحاجةِ إليه اليوم للخروج من الظلام الذي خيّم على العالم”.

وأشار رجب إلى “إنّنا نعترف بتقدّمِ القوانين الإنسانية في العالم وأنّها قدّمت الكثير للبشرية في عصرنا الحاضر، ولكنّنا لا نعتقدُ بكمالِها وقدرتها على بسط القسط والعدل بين جميع البشر، كما إنّ تلك القوانين قد بقيت ضحيّة لهيمنة القوى الكبرى التي ما فتِئتْ تُجيّرُها كلّما لاح في الأفق ما يتعارض مع مصالحها السياسية”.

وأكّد رجب أن جمعية التجديد الثقافية ترجو بهذا المشروع ربط الثمرة بجذرها من جديد، وتوضيح ما خفي وما طُمس من وحي السماء ومن الأعراف الأصيلة، الأمر الذي حال بين أمتنا وبين هذه النهضة الإنسانية في التشريعاتِ.

ونقل معالي الدكتور صبري الربيحات- الممثل الشخصي لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي وراعيه؛ تحيّةَ الأمير الحسن بن طلال الصّافية، ومحبّتَهُ الخالصة، وتهنئته الخاصّة إلى مُنَظِّمي مؤتمر الشرائع على ما بذلوه من جهْد في تنظيمِه وإعدادِه.

وشدّد صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال في كلمته ” على قضية جوهرية هي أن مستقبل العيش المشترك في المجتمعات العربية يطلب التوجه لا إلى الحوار اللاهوتي والخوض في قضايا العقيدة واللاهوت – حيث إن هذه القضايا تظل من شأن علماء الدين ورجال الدين والفلاسفة – وإنما إلى القضايا الإنسانية الملحة، وإلى المطالب الحياتية التي يجري البشر خلفها وعليها يقيمون حياتهم ومعاشهم ومستقبلهم. وفي مقدمة هذه القضايا قضايا الفقر والجوع، والتربية والتعليم، وحقوق المرأة، وخفض الوفيات بين الأطفال، وتحسين الأوضاع الصحية ومكافحة الأمراض والأمراض السارية، وحماية البيئة، وتعزيز جهود التنمية”.

كما دعا صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال إلى العمل على تحقيق الاحترام لكل الأديان، ونبذ العنف، وتعميق قيم التفاهم، ونبذ الكراهية والأحقاد، والترويج للتعايش السلمي بكل الوسائل المتاحة”.

واشتمل حفل الافتتاح على عددٍ من العروض الفنية، منها عرضٌ لشعار المؤتمر وفكرته، وفلم يشرح تناقضات الواقع، والحاجة الماسة للعودة لتشريعات السماء الأولى. ويؤكد الفلم على أن “حرية الاختيار مدرستنا واحترام الأديان صنع أيدينا، والعدالة والمساواة منهجنا، وإغاثة الملهوث مسلكنا، وأعانة الضعيف شيمتنا. هذه بضاعتنا نشرناها في كل أنحاء الأرض منذ آدم. ولكننا اليوم عدنا من جديد لنئد طفلنا الرضيع الذي أنجبنا ونتنكّر لأبوتنا له”.

ويتساءل “أين هي أمة الوسط، متى تعود لتقود هذه المسيرة من جديد، أما آن لها أن تمسك المشعل لحرية الإنسان وعزته. متى نعي أن العالم يزداد ظلمةً كل يوم والمصباح بأيدينا؟”.

واختتم الحفل بأنشودة يأتي في مطلعها:

مِنْ قلبِكَ المكلومِ تبزُغُ ثورةُ الفجرِ الجديدْ

قُلْ لي.. أَفيكَ بقيةٌ مِنْ دَوْحةِ الوحي العتيدْ؟!

وبقيةٌ مِن جَذْوَةِ الأخلاقِ تحمِلُها مِنَ الماضي البعيدْ؟!

منْ ذلكَ النسبِ الفريدْ؟!

وبعد حفل الافتتاح انطلقت أعمال الجلسة الأولى من المؤتمر، التي ناقشت محور الحريَّات الفرديَّة متحدثاً فيها كل من الأستاذ عيسى الشارقي، الدكتور محمد شحرور، والأستاذ محمد محفوظ، تحت عنوان “لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ” التأسيس الثقافي لإرساء قوانين لحماية حريّة المعتقد والضمير، والأستاذ سامر الإسلامبولي تحت عنوان “أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ” التأسيس الفكري والثقافي لإرساء قوانين لحماية حريّة القول والعمل.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.