يحتفل المسلمون في السابع والعشرين من شهر رجب من كل عام بذكرى الإسراء والمعراج بإلقاء الخطب والكلمات نثرا وشعرا وسردا للحادثة التاريخية، ليبقى العلمُ بهذه الواقعة العظيمة محصورا في إطار الذاكرة، دون أن يتحوّل إلى معرفةٍ تلامس وجدان المسلم وتفاصيل حياته اليومية! كما هو الحال في المجتمعات المتخلفة، والتي عادة ما يكون العلم فيها هشّاً مفككاً، لا يقع في دائرة المعرفة مباشرة، مما يحيله بعض الجهّال إلى ما هو أقرب إلى المرآة، التي تعكس سلبياً ما يحيط بالمجتمع من ظلام وجهل، بل يصبح أداةً لتغييب الوعي وتزييفه، والإبقاء على الحال كما هو! فهل للإسراء والمعراج من رسالة إلى المسلمين اليوم لتغيير واقعهم؟
قبل الإجابة على السؤال ينبغي التأكيد على أنّ تعاليم السماء إنما جاءت لصناعة الإنسان ليسعد لا ليشقى في هذه الحياة، وأنّ سعادته لا تتحقق بنيله المطالب المادية واللذائذ الحسية فقط، وإنما بسموّه الروحي والأخلاقي وانسجامه النفسي، لهذا يعمل الإسلام على دعم المعنويات وتشجيعها ليبقي حبل الاتصال الروحي مشدودًا دون ارتخاء، ما يعطي الإنسان دفعة قوية للانطلاق، ويصون له حرمته وحريته وكرامته وإنسانيته وسلامه.
القرآن باعتباره آخر رسالات السماء جاء مؤكدا على صحيح ما جاءت به الرسالات السابقة ومهيمنا عليها، وفي الوقت نفسه منفتحاً على تحوّلات المستقبل وتطوراته بحيث يستحيل عكس اتجاهه إلى الوراء، كما هي سنة الله سبحانه في الخلق، فالشجرة التي خرجت من البذرة –مثلا- لا يمكن أن تعود لبذرتها، ولكنها تنتج بذورا! وإلا أصبح الإسلامُ جاهليةً وكفرا، كما قال(ص) لمن عيّر أخاه المسلم بلونه الأسود: (أجاهلية بعد إسلام!)، وقوله في خطبة الوداع: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض).
ورجوعا إلى السؤال للإجابة عليه، لابد أوّلا من معرفة حيثيات حادثة الإسراء والمعراج والظروف التي زامنتها، ومن ثمّ تلمّس آثارها على واقع الرسالة، والتعرّف على رؤية السماء ورسائلها إلى أهل الأرض، لاستلهام الدروس والعبر في الظروف المشابهة، ليرسم المسلمون وفقها حياتهم الحرّة الكريمة، وليشقّوا طريقهم فيها قاهرين لصعابها، فالحادثة وقعت بعد سلسلة من الحوادث الضاغطة والمواقف المحبطة التي واجهها الرسول(ص)، كحصار قريش الذي تلاه فقده عمه أبي طالب في العام العاشر للبعثة، سنده القوي الذي سانده في مواجهة عتاة قريش، وفقده زوجته وشريكة دربه وحياته خديجة التي آزرته ماديا ومعنويا. ما دعاه إلى التطلع إلى مكان آخر غير مكة، فكانت رحلته إلى الطائف، ولكنه عاد مكسور الجناح مخذولا! ورغم ذلك، لم يعرف اليأسُ النفاذ إلى قلبه، وقال قولته المشهورة: (اللهم إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكنّ عافيتك هي أوسع لي).
وفعلا كان نتيجة هذا الإصرار والثبات على المبدأ، أنْ جاء مددُ السماء ليفتح آفاقا أرحب مما ضاقت به الأرض، فكانت حادثة الإسراء والمعراج لإعادة شحن الطاقة، ولرسم الخارطة للمرحلة المقبلة (الهجرة إلى يثرب) والتي تستوعب الظروف المحيطة والتحديات الكبيرة، الأمر الذي شدّ من عزيمة الرسول (ص) وأحيى أمله بحصول التغيير، فأصّر على مواصلة الدعوة رغم الصّد والنكسات، بطَرْق جميع الأبواب، وملاقاة الوفود القادمة إلى مكة في الموسم حتى التقى نفرا من الخزرج آمنوا به، فكانت تلك البيعة بداية انعقاد نطفة التغيير القادم، ولم يهاجر الرسول(ص) إلى المدينة إلا بعد أن هيأ الأرضية لبناء القاعدة الأساس لدولة العدل المنتظرة.
كانت ترجمة الرسول(ص) للإسراء –باعتباره حركة مادية على أرض الواقع من مسجد لمسجد – بالتخطيط والتنفيذ الناجح للهجرة من مكة (المسجد الحرام) إلى يثرب (المسجد النبوي)، عبر الأخذ بالأسباب، محاكيا بذلك إسراءه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك بعد الاستفادة من معاناة تجربته الفردية في هجرته إلى الطائف، أما ترجمته (ص) للمعراج فكانت عبر تمثّل روح قيم السماء للارتقاء بالإنسان لينعم بالحياة الطيبة في دولته الحديثة، حيث ألّف بين قلوب أعداء الأمس ليصبحوا بنعمة الله إخوانا، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وكفل حقوق الفقراء والمحتاجين، وأسّس لنشر ثقافة السلام وقيم العدل والفضيلة والاعتراف بالآخر واحترام المواثيق، والتعاون على البر والتقوى، ونصرة المظلوم وعدم الاعتداء ونبذ العصبية، وحارب الظلم والغش والاحتكار والربا والفواحش، وأرسى دعائم حقوق الإنسان وعلى رأسها حرية العقيدة والمساواة أمام القانون، وتحقيق مفهوم الوطن والمواطنة كما أثبتتها بنود (وثيقة المدينة).
لم يكن إسراء الرسول(ص) ومعراجه بمثابة نُزهة أو سياحة، وإنما رحلة تعلّمٍ واكتساب معارف وربط للأسباب بمسبباتها للسيطرة الفعّالة على حركة الواقع، وتوجيه مساره، ومن يتأمل في سورة الإسراء يتبين له بأنّ النبي (ص) لم يكن أمام طريق ممهّد سهل العبور، وإنما كان أمام محيط لا تهدأ أمواجه، ولابد من عبوره من خلال معركتين يخوضهما لخلق الظروف الصالحة، ليمارس في ظلها نعمة الحياة.
المعركة الأولى: الإسراء
ويمثل الحركة المادية على أرض الواقع الوعرة ضمن سياق زماني محدّد، فالحركة خارج الزمان لا تكون واقعية ولا يُكتب لها البقاء والنجاح، فالإسراء معركة مرحلية (ظرفية) بوسع الإنسان أن يكسبها، وإنْ خسرها فليس بالضرورة أن يخسرها في غيرها، ومهما كان فحجم الخسارة فيها محتمل، والألم أو الأذى الناتج عنها هو ضمن نطاق الاحتمال، إذ ليس في خسارتها نهاية، ولا في كسبها كسب دوامها، ينطبق ذلك على جميع ممارساتنا المادية في هذه الحياة مثل الدراسة والوظيفة والزواج والتجارة وتكوين الأسرة والإنجاب وجميع أعمال الحياة اليومية الأخرى سواء السياسية منها أو الاجتماعية أو حتى الممارسات العبادية.
المعركة الثانية: المعراج
ويمثل الحركة المعنوية التي تسمو على الواقع، وتستمدّ طاقتها من عالم علوي تُغذّي المؤمن بالعزيمة والأمل وإبقاء جذوة خيره في مواجهة الواقع المادي الصعب، وتُلهمه الحلول من خلال نظرته للأمور من جهة علوية لم يكن ليراها وهو مختنقٌ في زحمة الواقع الأرضي ومشكلاته، وهي معركة مصيرية لا ينبغي للمرء أن يتراخى فيها أو يهمل التصدي لها، فخسارتها خسارةٌ للقوّة الدافعة لتحقيق الغاية من وجوده في هذه الحياة، وهي كل شيء بالنسبة له، إذ يبقى الإنسان من دونها مجرّد آلة معطوبة دون روح، فاقداً لارتباطه بالجذور التي تغذّي وجوده بالتوجيهات والتعاليم، وفاقداً أيضا لإحساسه بالهوية، مما يزيد من يأسه بالشعور لانتمائه الإنساني، وكذلك فاقدا لإرادة التعالي على المنكرات والصبر على الجراحات وتجاوز المعوقات، ما يدفعه إلى أفعال معادية أو مدمّرة للذات، وما أكثر هذه النماذج التي خسرت إنسانها (جوهرها المعنوي) في واقعنا المعاش اليوم، إذ أصبحوا كائنات تعيسة متعصّبة نذرت نفسها فقط للتدمير ولو باسم دين محمّد (ص) نفسِه!
تمثلات الإسراء والمعراج
تعتبر الصلاة مثالاً، حيث يخوض المصلي حين أدائها المعركتيْن معا، فالسعي إلى أدائها بوقتها وشروطها، ثم الوقوف باتجاه جغرافية محددة (الكعبة المشرفة)، وما يُؤتى فيها من أفعال القراءة والركوع والسجود والقيام، كل هذا المناخ المادي والحركات الظاهرية المؤداة بانضباط من قبل المصلين يمثّل حالة إسرائية، أما العروج –وهو الأهم- فهو حالة حضور القلب والخشوع والتركيز والتي بلا شك تتفاوت بين مصلٍ وآخر، وهي حالة وعي فردية، لهذا قيل: (الصلاة معراج المؤمن). هذه المعيارية في تقدير الأهمية بين الشكل والمضمون تنطبق على جميع أعمالنا، ما يساعدنا على تحديد إستراتيجيتنا الجوهرية الثابتة في الحياة دون أن تضيع بوصلتنا في تفاصيل التكتيكات الشكلية الصغيرة المتغيرة.
ربّما تُسجَن بظلمٍ ولن تستطيع الخروج من السجن مهما فعلت، لكن احذر أن تسجن نفسك في اليأس؛ فتنسى أن تفرح وتشكر وتذكر وتمنح مَن يشاطرك الهمّ السعادة.
ربّما تفشل في الدراسة لكن احذر أنْ تخسرْ حبَّ التعلّم؛ فالطالب الذي فشل في دراسته في مرحلة ما، عليه أن لا يستسلم للجهل والفشل وييأس ويكره التعلّم، وإنما يعاود الكرّة ويضاعف الجهد، والتاجر الذي خسر تجارته، والأمّ التي فقدت فقْداً، والمرأة التي فاتها زواج أو إنجاب، والمريض الذي استعصى شفاؤه، وغيرهم، عليهم أن لا يعتبروا ذلك نهاية العالم فيُنهوا حياتهم، أو يبتئسوا بقية أعمارهم، فلديهم جوهرٌ هو أشرف مما فقدوه مادّيا، عليهم محاولة النهوض ما استطاعوا، متذكّرين أنّ معركتهم الإستراتيجية الأهم، التي في خسارتها خسارة أنفسهم، هي التي أسماها الرسول(ص) “الجهاد الأكبر” وهي معركة العروج، أي التحلّي بإشراقة الروح والأمل المشبوب.
فالإنسان الذي يسعى في طلب معاشه، أو تجارته، أو دراسته، أو بناء أسرته، أو تطوير نفسه، أو إصلاح مجتمعه، يخوض معركةً خارجية في مواجهة العقبات التي تعترض طريق مسعاه، وعليه أن يتحلّى بقدرٍ كافٍ من المرونة العقلية لتدوير زوايا الظروف الحادّة ليتحقّق له ما يأمل، ولن يتأتى له ذلك إلا بعد أن يجتاز بنجاح معركته المعنوية الداخليّة مع سلبيّة النفس التي تبدأ مع توفّر النية الصادقة والعزم والتصميم على التغيير (التطوير)، وتستمر معها استقامةً على ما نوى، وعدم الاستسلام للمثبّطات والمحبطات، ما يُكسبه سعةً في الأفق وصبراً جميلا وقدرة تحمّل، هكذا كان الأنبياء –عليهم السلام-.
إنّ أغلب مشكلاتنا على المستوى الفردي، الأسري، الاجتماعي أو حتى السياسي ناتجة عن ضيق أفق وضيق صدر، وربّما عقدة حلّها أخلاقيّة لا إجراءات مادّية، فتتعصّى المشكلة طالما بقي الإنسان أسير هذا الضيق، عليه أن يتّخذ خلوةً لمراجعةٍ صادقة، ولحظة ارتقاء روحي تشرف على المستقبل ليستبين له الحلّ الصحيح، إنّ النظر للمشكلة من منظار أعلى يتيح للمرء رؤية ما يعجز عن رؤيته وهو في أزقّة الواقع، هذا ما يوفّره صفاء الروح بالتأمّل والتفكّر والتذّكر، فالإنسان الذي بلغ شيئا منه يستطيع أن يعيش في غمرة الحياة، بل أن يكون من زعماء هذه الغمرة وهذا الصراع، ومع ذلك يحلق مرتفعا بنفسه عنها فيرى الدنيا على حقيقتها المجرّدة، يستطيع أن يتفهّم تصرّفات الآخرين بل ويُواصل حبّهم حتى لو أجرموا في حقه فيقول: (اللهم اهدِِ قومي فإنهم لا يعلمون).
محطات معراجية
لم يغفل الإنسان وهو يقطع أسفاره البعيدة أن يجعل له محطات استراحة يعرّج عليها (مؤقتا) للتوقف والراحة والتزوّد بالمؤن لمواصلة الرحلة، كذلك حاله في رحلة الحياة، لم يتركه الله همْلا، بل شرَع له من الوقفات ما يتزوّد منها روحياً، ليس للهرب من مواجهة الواقع، بل للانطلاق مجدّدا بروح وطاقة جديدتيْن، ففرائض الصلاة وصيام رمضان والحجّ كلها محطات للتصفية والتنقية مما علق بالنفس من لوثات وأدران، فما بين الصلاة والصلاة كفارة لما بينهما، وما بين الجمعة والجمعة كفارة لما بينهما، والحج وموقف عرفات ينبغي أن يكفّرا الذنوب جميعا ليرجع الإنسان كيوم ولدته أمُه، هكذا ينبغي أن تكون وإلا فقدت روحها وعادت قشورًا بلا طائل.
ولا تنحصر محطات العروج على تلك، بل للإنسان أن يُنشئ لنفسه لحظات عروجه الخاصة متى اقتضت ظروفه، بأن يختلي بعيدا عن صخب الحياة ليقوم بجردة حساب لما مضى، ولما ينوي القيام به فيما يأتي، أو يلجأ إلى الله عز وجل في أيّ وقت يشاء، إنْ ألمّ به خطب أو خذلته نفسه في موقف، فليس بينه سبحانه وبين عباده حجاب وقد زوّدهم ما به يتم الاتصال، والسمو على واقعهم وهو العقل، فإن عجز عن ذلك بنفسه، فليستعن بناصح يثق به ليرفعه، وفي هذه الحالة يكون للناصح دور المساعد على العروج، إذ جُلّ ما يقوم به هو توسعة أفق المنصوح وزرع الأمل فيه وفتح ما استغلق على عقله فهمُه من الأمور، فلو أنّ زوجيْن اختلفا وحدث الشقاق بينهما حيث يصعب على كل منهما رؤية فضل الآخر عليه –مثلا-، فهما بحاجة إلى مصلح بيْنٍ حكيمٍ يخرجهما مما هما فيه، ليس إخراجا ماديا وإنما برفع مستوى الوعي لديهما وتذكيرهما بمزايا كل طرف، وبالحبّ والمشترَك بينهما، وأنّ الضرر لو أصاب أحدهما لتأثّر به الآخر حتما، هذا دور الحكماء والعقلاء في مجتمعاتهم، وما يكون بين زوجيْن في أسرة، يكون بين طوائف وفرقاء في وطن، وبين مذاهب في دين.
فالإسراء كنقلة مِن مسجد لمسجد، (وكلّ المساجد لله)، تفهمنا أنّ الانتقال الصدق ينبغي أن يكون بالكلّ بالجسد والروح، لا بجسد دون روح، فكم من دخل المسجد بدنا وروحه معلّقة بهمٍّ آخر، وكم من انتقل إلى بيت جديد، ولكن فكره وروحه معلقان ببيته القديم واستصحب كلّ مشاكله معه فلم ينعم بالاستقرار، وكم زوج وزوجة تزوجا وقلبهما معلّق بما سبق! لابد من الانتقال قلباً وقالبا، وكذلك التوبة من الذنب أو الخطأ أو الجهل.. الخ، ما لم يكن انتقالاً حقيقيا، فلن ينعم المرء بجديده قط.
إنّ قلباً لا يعرج لينبض بالرحمة والسموّ الأخلاقي لا يستطيع أن يقود معارك الحياة بسلام، وإذا غلب معاركه فسيغلب بالشرّ، لأنّ عدم سموّه (عروجه) يعميه عن رؤية حق الآخر في الوجود والاختلاف، ثمّ لن يُتاح له “التسامي” على آلامه وانفعالاته، مما تُحال الحياة به إلى ساحة معارك وتناحر وتقاطع بدل التعارف والتعاون والاحترام والتوادد والتشارك! أمّا مَن سمت نفوسهم (بعروجها قبلاً إلى عالم المُثل والقيم) فقد كبرت عقولهم وانشرحت صدورهم للسلام، ولعلّ مثالهم -في وقتنا الراهن- (نيلسون مانديلا) الذي استطاع أن يُنهي حقبة التمييز العنصري التي اكتوى بنارها عقودا. فبعد سبع وعشرين سنة قضاها في السجن كانت أسئلة الصحفيين له تركّز على معاناة السجن وما لاقاه فيه، ولكن هذا الإنسان الكبير الذي وظّف خلوته في السجن للتوقّد وللتأمّل في حال قومه ووطنه، أجابهم بأنها فترة قد خلتْ وانتهتْ فلن يتكلّم عنها، بل عن المستقبل، وإنه يتفهّم مخاوف البيض أيضاً! ولذلك خرج بخطة حوارٍ لحلّ لا يستثني أحدًا، ولم يفكر أبدًا في الانتقام، وكان ذلك ضمانة نجاح الحل، “مانديلا” الذي نصح الشعوب العربية المنتفضة بأنْ لا تُقصي أحدًا مِن نُظمها الجديدة وذكّرها بسموّ عفو نبيها(ص) لمن حاربوه بمقولته: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)!
استجابات