رسول الله (ص) يستشير ويوكل أمره إلى دليل

خرج رسول الله (ص) للعمرة في السنة السادسة للهجرة، فأراد أن يفاجأ قريشًا حتّى لا تكون مواجهة عسكريّة تسفك فيها الدماء، واتخذ (ص) من أجل تحقيق هذا الهدف خطوات كثيرة، منها أنّه (ص) بثَّ العيون على الطريق ليعرف هل عرفت قريش بخروجه واستعدت لمواجهة؟

“أتت العيون رسول الله (ص) أنّ قريشًا علمت بخروجه، وبعثت خالد بن الوليد في كتيبة من 200 فارس ليقابلهم في الطريق قبل حدود مكة ليحتكّ بهم ويمنعهم، وأنَّ قريشًا بعثت للقبائل القريبة لنجدتها!”

قال رسول الله (ص): يا ويح قريش! قد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلّوا بيني وبين سائر العرب؛ فإن هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الإسلام وافرين؛ وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة. فما تظنّ قريش! فوالله لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة. (أشار على عنقه)”.

قرّر (ص) أن يغيّر الطريق إلى مكة ليتفادى المواجهة،

“فقال: من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها؟

قال رجل من (من قبيلة أسلم): أنا يا رسول الله! وهو طريق وعر!

فقال النبي (ص): لا بأس به تقدّم لتسير بنا!

فسلك بهم على طريق وعر حزن بين شعاب، فشقّ ذلك على المسلمين، حتّى أفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي!

فما أن تقدّم من يدلّه على الطريق، حتى تغيّرت بعض النفوس!!

قال رسول الله (ص): قولوا نستغفر الله ونتوب إليه، ففعلوا.

فقال (ص): والله إنّها لحطّة التي عرضت على بني إسرائيل فلم يقولوها.

عاد النبي (ص) واستلم زمام الطريق! بعد أن انتهت مهمة الدليل!

رسول الله (ص) هو ابن مكة، وهو رسول الله ومع ذلك يستشير، ويسلم زمام الطريق للرجل الأعلم بالطريق.

هذا الدليل أنقد الحملة من الفشل ومن خالد المتربص بهم! فلم ينتبه خالد إلا والنبي (ص) قد وصل لغايته!! فيسرع لقريش يخبرهم النبأ وفشله في التصدّي!!

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *