ساعة الحكومة

يحكى أن مواطنا عربيا سأل أحد الموظفين في أحد المطارات العربية عن الوقت، فرد عليه الموظف، دون أن يرفع رأسه، الساعة هناك على الحائط، فما كان من المواطن إلا أن أجاب: ” إنها ساعة الحكومة لا تصدق ” !!!

هذه القصة القصيرة تلخص لنا أزمة الثقة بين الحاكم والمحكوم في عالمنا العربي، بل عالمنا الإسلامي إن شئتم.

نعم إنها أزمة ثقة مستفحلة لا أعرف منذ متى بدأت، لكنني منذ صرت أدرك الأمور وأنا أجدها في كل مظاهر العلاقة بين المواطن وحكومته، وبين الحكومات ومواطنيها، فالمواطنون دائمو السب في حكوماتهم ويتهمونها بالتقصير، والحكومات دائمة الاعتقال والتنكيل بمواطنيها، كأنما هم أعداء لا راعي ورعايا.

حتى وإن سعت الحكومة للإصلاح فإنك لن تعدم من يشكك في فعلها بدليل أو من غير دليل، ويسوق لك من البراهين ألفا ليثبت أن نية الحكومة خبيثة، وأنها لا تضمر الخير لمواطنيها، ومن ساير المشروع الإصلاحي منهم – المواطنون – فهو يسير وفي قلبه شك وريبة… أليس كذلك ؟؟!! يا سبحان الله. وكذلك هي الحكومة تراها وإن أصدرت عفوا عن مواطنيها، أو تركت لهم مجالا أوسع للحرية، فإنها تبحث عن آثار جريمة تحت التراب. كأننا كتب علينا أن نعيش تلك العلاقة الجدلية بين الحاكم والمحكوم…

بالله عليكم كيف لنا أن نواجه أعداءنا بأمثال تلك العلاقة؟!! بل كيف لأعدائنا أن يهابونا؟!!.

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

إن نتاج العلاقة غير المنسجمة بين الحاكم والمحكوم صير إسرائيل تعربد في المنطقة طوال هذه السنين، وغدت فرائص الأنظمة ترتعد من الجنود القادمين من وراء البحار يهددون ويتوعدون النظام تلو النظام، فنحن أشبه بالجسم العريض الضخم الذي ينخره السوس من الداخل فلا يقوى على أية ضربة وينهار عند أول هزة حقيقية.

إنه نداء للحاكم والمحكوم على حد سواء لإصلاح العلاقات وذات البين، فلا يستشعر الحاكم أنه فوقنا ومسلط علينا بل منا، ولا يعتبر المواطنون أن حاكمهم غريب عنهم، بل من صلبهم وهو منهم.

نداء إن كان هناك من مستمع، وإلا فإن النتائج كما شاهدتم وسمعتم العراق أولاً، والبقية تأتي.

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *