هاهو ذا صوتي آتيا من الأعماق، منطلقا نحو سمو الآفاق، ها أناذا أنفض بقايا تراب قبور الوأد عن كيان إنسانيتي وعقلي وفعلي وقولي.. وأعود لأقف على رجلي وأسأل نفسي بعد موتها الطويل، من تكونين؟
أنا.. أنا.. أنا امرأة .. وما كنت أجرؤ على قولها، فقولها هو الاعتراف بالضعف والنقص والجبن والحمق والسفاهة وو..
كنت أجبر على قولها تحت قيود العادات والتقاليد الآسرة، وتحت ضغوط أفهام للدين وكتاب الله غير متحررة، كلهم كانوا يقفون حولي يهددونني إن أنا قمت وتحررت من أغلالهم أن يقبروني ويئدوني.. من هم؟
ذلك عالم لم يجد في تفسير خلقي إلا روايات ضعيفة، فسماني بعدها ضلعا أعوج! وناقصة عقل ودين وحظ! وترك كتاب الله الزاخر بالآيات البينات.
وذلك سياسي وجد في مزاحمتي إياه كرسيه، سرقة لأصوات ناخبيه..
وذلك تاجر وجد في عرضي صورة بخسة أمام سلعه ترويجا لها، بل لي..
وذلك مجتمع خشي علي من ذئابه، فجعلني سجينة عاداته وموروثاته..
ولكني كنت ولازلت أستشعر القوة الجبارة في داخلي وأرى دلائلها رغم لباس الضعف الذي ألبسونيه. فأنا -وإن لم يروا ذلك- الأم التي أنجبت، والزوجة التي آزرت، والمربية التي علمت، وأنا القائدة بفكري وقلمي وحكمتي، وأنا النصف الآخر من مخلوق الإنسان الذي نفخ فيه الروح ربي، وأنا الزوج الأخر من منظومة كونية كاملة أساسها زوجية المخلوقات ووحدة الخالق..
” فتدبروا يا أولي الألباب ”
أنا هي المرأة.. الآن سأقولها بكل فخر وبكل عز، الآن سأحيي كياني الموؤود، الآن سأقف على قدمي وأمد يدي نحو النجوم. نجوم ظلت في سماء المجد خالدة .. بلقيس .. مريم .. فاطمة .. خديجة .. وأسماء كثيرات ظلت هناك سامية.. وهناك فقط..
أنا أريد أن أكون..
استجابات