تبتدئ الخطوات الأولى للنجاح مع الخطوات الأولى للسير بإرادة في الحياة، ففي ظل وصاية الأسرة وهواجس المحافظة على الطفل من جهة وتوفيرها لجميع الحاجات من جهة أخرى تضيق خيارات الطفل ويعيش حالة من الانفعال والسلبية – بدل الفعل والإيجابية – تجاه ما تفرضه الأسرة من جو عليه، فتحدد الأسرة وقت جلوسه ونومه ومدرسته ووقت مذاكرته ووقت أكله ونوعه إلى التدخّل في اختيار ألعابه وطريقة لعبه دون أن تضع له البرامج المناسبة لتقوية إرادته وخلق روح الإقدام والتحدّي لديه فبذلك نجد الطفل يتربّى مسلوب الإرادة ويكبر فاقداً لها. بينما القراءة في حياة رجال الإحراز والإنجاز والغلبة والنصر والعبقرية والاختراع والحكمة تضيء لنا جوانب مفقودة في حياة الناس العاديين، فهؤلاء، في صغرهم، نجدهم أرغموا على العمل إما لمساعدة أنفسهم أو والديهم ومن ذلك استوعبوا الحياة بالاحتكاك المباشر وتذوّقوا شرافة العطاء مقابل الأخذ وعرفوا بأنّ مواجهة الصعوبات سنة لابدّ منها لمن يريد أن يحيا. وفي خضمّ هذه المواجهات أدركوا بأن المنافسة وقهر التحديات – الذي أصبح لذّتهم فيه – تستدعي بذل المزيد من الجهد والعمل فبذلوا هذا المزيد فأصابوا ما يريديون، ولم يقتصروا على ذلك بل عندما أصبحوا شباباً اصطحبوا معهم خبرتهم المتراكمة انطلقوا كشعلة من الحماس والحيوية يشحذون فطنتهم ويعملون ذكاءهم في إيجاد الطرق وابتكار الوسائل التي تجعلهم الأقدر على الإنتاج و الأوفر للوقت لعمل المزيد.
استجابات