أخي القارئ . . .
” لا بدّ من تمكين الأمة من منابع نهضتها ومكامن عزتها، بإطلاق العقل من نير الصنم، وصناعة الحكمة من مجرى القلم، أن يتعلم الإنسان القرآن كما نزل، ليبزغ من بعد الظلام فجر الحضارة الفاضلة”.
بهذه الكلمات بدأ مشوارنا، وانطلاقا من هذه الرؤية تمّ تحديد محاور العمل وقد عاهدنا الأمة على العمل بلا كلل من أجل بلوغ أهدافنا، والتي تتلخص في:
1) إحياء تراث الأمة المغيب.
2) تصفية ثقافة الأمة من معوقات نهضتها.
3) تأسيس منهجية علمية إيمانية لثقافة النهضة والعزة.
4) تأصيل محورية القرآن الكريم في الحراك الثقافي لأمة.
5) تمهيد معرفي للحضارة العالمية الفاضلة.
فكان التراث المغّيب اولى محطات التزوّد التي توقفنا عندها، علّنا نجد ما يُنير طريقنا الطويل. قلّبنا صفحات التاريخ، ففوجئنا بحقائق لم تخطر على بال أحد منّا يوماً، وهي أنّ منطقة سلسلة جبال “السّراة” الواقعة غرب الجزيرة العربية هي الشاهد الحي على تاريخ الأمة وحضارتها بل تاريخ الإنسانية بأكمله، غير أن التحريف والتزوير لم يترك للباحث غير شذرات متناثرة نؤمن أنها كافية لبناء صرح عظيم. ولإيماننا بأنّ رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، نقوم في هذا العدد الخاص ببدء الخطوة الأولى بإطلاق سلسلة “عندما نطق السّراة”.
السّراة هي سُرة الأرض ومركزها ومحورها… السّراة قلب الأمة وبابها إلى السماء… في السّراة كانت جنّة آدم التي أهبط منها بعد المعصية … هناك بدأت قصة الخلق ومن هناك تُختم… وفي السّراة شرّف الله خير أمة أخرجت للناس بحمل رسالاته للناس كافّة… فهناك مكة وهناك بكة، وهناك القرى التي بارك الله حولها وهناك الأرض المقدسة وهناك وادي طوى وهناك سيناء… في “السّراة” كلّم الله موسى تكليما… في “السّراة” قال نوح: “اركبوا فيها” ومن “السّراة” انطلقت بشارات عيسى. ومن السّراة بدأ التاريخ… وتاريخ السّراة هو أول وأضخم تاريخ يتعرض للتشويه.
أخي القارئ…
العدد الخاص الذي بين يديك يعد باكورة إنتاجنا في سلسلة “عندما نطق السّراة”، وهو بمثابة مقدمة مختصرة لمجموعة من البحوث التي تنوي جمعية التجديد الثقافيّة الاجتماعيّة إطلاقها خلال الأشهر القليلة القادمة، نأمل أن يجد فيها أبناء الأمة فرصة للتكاتف والنهوض لأداء الواجب… واجب كلّ أبناء الأمة تجاه الحاضر والمستقبل.
مع تحيات جمعية التجديد الثقافيّة الاجتماعيّة
استجابات