قد يمتنع الكثيرون عن طرق بعض الأبواب المغلقة خشية رد غير متوقع أو حفاظاً على خصوصية أصحابها، وقد يتركون للزمن أن ينسج خيوط العناكب حولها أو يجمع الأتربة والأوساخ عند عتباتها. و يظل ما خلف تلك الأبواب سراً من أسرار المجهول، لا يكشف إلا عندما يصبح ظاهراً – أو ظاهرة – تسمع أصداؤه من خلف الجدران.. وهنا لا يعود السر سراً .. ولا يعود الباب مغلقاً..
مواصفات شريك الحياة، باب تطرقه مخيلات الصغار والمراهقين والشباب، وكلٌّ يحمل في ذهنه صورةً عما يختبئ خلف ذلك الباب، صورةً يسهم المجتمع كثيراً في تحديد معالمها ورسم ملامحها، ويسهم عمر الفرد وشخصيته ومعاييره في الحياة في تأطير ماهيتها..
ففي عالم أحلام المراهقة الوردية، قد يبدو شريك الحياة فارساً على صهوة جواد أبيض، وعروسه ملكة الحسن والجمال والجاه والمال..
وفي عالم الشباب الذي ولج للتو بوابة المجتمع، قد يبدو معيار الجمال الفاتن هو أولى أولويات الاختيار في الفتاة الحلم عند الشاب، وقد يبدو خفيف الظل، كثير المزاح، القادر على جذب أنظار الفتيات، هو شريك الحياة الذي سيملؤها بهجة وحيوية..عند الشابة!
ولكن الشاب والشابة اللذين ذاقا من الحياة مرها وحلوها، وتعايشا مع الواقع بكل مساوئه وحسناته، واستفادا من تجارب الآخرين استفادةً عقلانيةً – بحيث تتحول التجارب إلى خبرات يسهل أخذها وليس عقداً يصعب محوها – يدركان في قرارة نفسيهما أنه في لحظة الإقدام الجاد على خطوة الزواج، فإن مواصفات شريك الحياة ستأخذ منحىً آخر.. أكثر واقعيةً، وأكثر تلاؤماً مع قيمهما الشخصية أو المجتمعية.
ولأن موضوع (اختيار شريك الحياة) هو أحد الأبواب المغلقة، ولأن التغييرات التي طرأت عليه في السنوات الأخيرة توجب فتحه بقوة، واستكشاف ما وراءه لنتعامل معه بالصورة المطلوبة، لهذا تطرق التجديد هذا الموضوع بتقديمها استبياناً للجنسين من الشباب (17-25 سنة)، لتسألهما عن ترتيب المواصفات التي يطلبها كل منهما في شريك حياته، وقد كانت النتائج بعد الفرز والإحصاء كالتالي (مرتبةً حسب أهميتها وأولويتها في نظر كل منهما):
ما أتمناه في زوجة المستقبل (بالترتيب) | ما أتمناه في زوج المستقبل (بالترتيب) |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
يبدو واضحاً للقارئ المتمعن في النتائج، تأثير العوامل التالية في ترتيب الشباب للمواصفات المذكورة آنفاً، و هذه العوامل هي:
- الحاجات النفسية والفطرية لكل منهما.
- تأثير التربية الفكرية والأخلاقية في توجهات الشباب وتفكيرهم.
- تغير نمط العيش بخروج المرأة للعمل، و مشاركتها في بناء المجتمع.
- واقع المجتمع المادي الذي يتطلب عمل الزوجين معاً والذي يتطلب أيضاً مستوىً عالٍ من التحصيل الدراسي والأكاديمي.
- واقع المجتمع الاجتماعي الذي يحترم الرجل المسؤول والمرأة المتعلمة والمثقفة.
واقع المجتمع الثقافي الآخذ في النمو والتطور والاتساع.
* نلفت نظر القارئ الكريم، إلى أن نتائج الاستبيان قد لا تتوافق مع جميع فئات المجتمع الشابة، وذلك بلحاظ البيئة والتربية والثقافة المختلفة من نطاق إلى آخر.
استجابات