كلمة العدد

من حق أي قارئ أن يوجه هذه التساؤلات: ماذا ستضيف مجلة التجديد إزاء الكثير من المجلات المتخصصة منها والفكرية العامة؟ أليست المكتبات وأماكن التسويق قد غصت بما تستهوي القارئ وتطلعاته؟ وهل من حاجة لبذل الجهد والمال في سبيل تحقيق هذا الإنجاز الثقافي؟

نجيبك أيها القارئ الكريم بأنها تساؤلات مشروعة، وأن من حق الجمعية الوليدة: جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية أن تعرّف المهتم والباحث عن أفكار الجمعية ورؤاها وتصوراتها، فهذه المجلة هي لسان معبّر عن ثقافة شباب الجمعية وشاباتها ومدى تفاعلهم مع الحياة والمجتمع.

إلاّ أن الغرض المشروع هذا في حدّ ذاته ليس الدافع الرئيس والأهم من وراء مجلة التجديد.

إن الركيزة الأساسية هي رؤيتنا وتشخيصنا بأن فراغا ثقافيا – وبالخصوص في بلدنا – يفتقر إلى مساهمة كل الأقلام المخلصة الواعية للتداول فيه والسعي إليه. كان من السهل علينا أن نطرح ونتحاور ونكتب في السائد المألوف “وكلً بحسبه”، ومن السهل علينا أن نسبح مع التيار العام؛ فنمجّد ما ألفناه واستسغناه، ونترك مساحات دون توجيه سهام النقد نحوها أو حتى في حماها بحجة أنها مسيجة بسياج أحمر، لكننا بهذا الدور إنما نجر الأمة إلى ثقافة الاجترار، وحينها أيضا تفقد المجلة حقيقة هويتها وحتى اسمها “التجديد” .

إنّ قناعتنا بأن الانشغال بهذا الفراغ الثقافي ليس منسوبا إلى جهة دون جهة، وليس إرثا محبوسا على ذوات خاصة وإن ادّعت أنها صاحبة الحق الشرعي الوحيد؛ لأن همّ الإصلاح الثقافي والاجتماعي حق مشاع لكل إنسان تهمه مسيرة الإنسانية وصلاحها والسعي الحثيث نحو كمالها. وما دامت أمراض الأمة والمجتمع قائمة بارزة فهي لا تستدعي غير القدرة الممنهجة للتغلب على كل العقبات التي تعمي النظر عن التجرد في البحث بروح الناقد المصلح والطبيب الجرّاح.

وهذا من طموحنا وآمالنا، ولعلك أيها القارئ تجد فينا الإصرار والعزم في بحث ودراسة ولو قضية تجديدية واحدة في كل عدد بعون الله تعالى، فمرحبا بك أيها القارئ الكريم حين تشد أزرنا في استيعاب رسالة المجلة وحين يصلنا نقدك المخلص الهادف إلى التطوير والتجديد.

نسأل الله سبحانه أن يلهمنا الحق والصواب ويعيننا على البيان وفصل الخطاب.

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *