سئل “برناردْ شو” عن الأسلحة المحتملة للحرب العالمية الثالثة؟ فقال: أعلم فقط أنّ أسلحة الحرب الرابعة ستكون العصيّ والحجارة! إذن هو الإفناء البشري لبعضه، والإفناء ليس المهمّ معرفة سلاحه بل عقيدته.. والتي للأسف هي عقيدةٌ كونية عابرة، تلبس رداء الدين والسياسة والقانون أيضاً، بل إنّها الآن عقيدة الجميع إلاّ مَن رحم. فما دمنا لم ننزع فتائل القنابل الموقوتة بدواخلنا المغرية بإفناء ونفي حقوق الآخرين (المختلفين، الطوائف، الأعراق، الأقليّات..)، فإنها ستتفجّر بلحظة مواتية، متوسّلةً كلّ أدوات العنف، وستتقنّع بكلّ المبرّرات المعوجّة، القانونية، والدينية، والدوليّة، لتسويغ استحسانها. فبين الأنا والآخر، الملّة والملّة، الطائفة والطائفة، الحزب والحزب، السلطة والمعارضة، الدولة والدولة، الجار والجار، فضاءات اختلاف (واشتراك)، إذ الاختلاف مقتضى تنوّع الحياة، لكنّه إنْ تحولّ -بفعل الفيروس الشيطاني التابع لمنظومة الحسد- إلى إرادة نفي الآخر، بدل معايشته والتعاون معه والتبادل والاحترام والتشارك..، إن تحولّ نفياً، ثم إفناءً، يمحق الآخر وحقوقه الطبيعية، الوجودية، والمعنوية، والفكرية.. فقد فخّخنا أنفسنا بمؤقّت جاهز لتفجير حروب الفناء والإبادة.. وبحسب المنظور فإنّنا منحدرون وبسرعةٍ -بهذه العقيدة الفيروسية المضادّة للإخاء الإنساني-…
إقرأ المزيد