للأمم أعياد تمجّدها وتفرح فيها وتمارس فيها ما يعبّر عن ابتهاجها بها، وأصل فكرة وجود عيد أو أعياد في الحياة حاجة ملحّة للأمم، لسبب حاجة الإنسان للترويح عن نفسه، وحاجته الماسّة إلى تجديد قواه وتنشيط جانبه النفسي، والتخلّص من أثقالٍ وأخطاء وأتعابٍ تراكمت على بعضها، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإنسان مخلوق مختار مجتهد، والعيد فرصة للتعبير عن السرور بالنجاح والفوز بعد شوط من العمل والاجتهاد، وإلا كان العيد وقتاً يراجع فيه الإنسان خياراته واجتهاده وعمله، فيوم العيد جامع، فهو يوم للسرور، ويوم للراحة، ويوم للأنس بالأهل والإخوان والأصدقاء، ويوم للمراجعة، ويوم للاستجمام النفسي والبدني، وربما سمي يوم الجمعة بهذا الاسم لأنّه بالفعل جامع لعدّة أهداف، وهو العيد الأسبوعي الذي عرفه الإنسان منذ دهره الأول. وهذا التاريخ الطويل العريض الذي عشناه نحن بني آدم، والذي ما نزال نواصل تسجيله على صفحات هذا الوجود قد اشتمل على العديد من الأعياد، وهي متلونة بألوان شتى، فمنها ما يتصل بالاستقلال الذي تحقّقه الشعوب والأمم بانتصارهم على أعدائهم المحتلين الغاصبين لأراضيهم، ومنها ما يتصل بانتصارات…
إقرأ المزيد