على الكثيرين تقديم اعتذار، ولو قلبيّاً، لشباب الوطن العربي، أولئك الذين تم الاستخفاف بهم، والتقليل من شأنهم، وتهميشهم، ووصفهم باللامبالين والاتكاليين وغير المسؤولين والمحبّين للدعة والراحة، تم وصمهم بشباب الإنترنت الذي يحاول محاكاة الغرب، والغريب عن هويته الوطنية وعن همومها، وتمّ تعميم هذه الصورة بحيث شملت معها الشباب المتعلّم والأقل تعليماً، والذي يتحدّث لغة أجنبية ومَن بالكاد يجيد لغته، بل وكلّ شرائح الشباب. ولكن ما حدث في تونس ومصر بيّن لنا أنّ الصورة النمطيّة للشباب ليست صحيحة، وأنّ روح الشباب لدى الكثير منهم مستثمرة لهموم أوطانهم ومطالب شعوبهم، وأنّهم يعرفون حقوقهم والمطالب الوطنيّة وما لهم وما عليهم، وأنّ حاجز الخوف لديهم قد يكون أكثر هشاشة مما هو لدى الجيل الذي يكبرهم. إنّ التحركات التي حصلت في تونس ومصر، والتي تحدث الآن في بعض الدول العربية الأخرى، تتضمّن غالبيّتها مطالب إصلاحيّة، تختص بتغيير الواقع الذي يشوبه سوء استخدام السلطة والفساد وانعدام العدالة الاجتماعيّة وقمع الحريّات وغيرها من الأمور التي تسلب المواطن حقّه الطبيعي في الحياة الكريمة، وجميعها أمور هامّة لا تستقيم…
إقرأ المزيد