اخترنا التجديد لأن النفوس البشرية تغفل ضرورته وتميل مع الوقت دائما لتقديس القديم المألوف ، ولا نريد بهذا الاسم أننا مجددون أو دعاة تجديد فقط بل نريد أن نقول أن التجديد واجب وهو سنة تاريخية تتخلف الأمة متى ما توقفت عنه وهذا مما نفهمه من قوله سبحانه ” كل شيء هالك إلا وجهه “
قد تكون خاطرة في الطفولة تؤثر على قرارات مستقبلية خطيرة لا يرى الشخص ذاته أو المراقب له أي علاقة لهذه الخاطرة بالقرار، و يستغرب تأثيرها غير المتوقع وغير المبرر منطقياً. وقد يكون آخر قد مرَّ بنفس الظروف ولكن تأثيرها عليه وعلى قراراته المستقبلية مختلف تماماً.
تفنن اليهود في التزوير، وتوارثوه جيلاً بعد جيل، وجهدوا جهدهم لأنَّ يبقى تزويرهم وكذبهم على الله ورسله منطلياً على النّاس فأضفوا على ما جنوا هالة التقديس فجعلوا تاريخهم جزءاً من دينهم وشريعتهم فبدا هذا التاريخ للكثيرين وكأنَّه موحى بأدق التفاصيل من الله إليهم عبر الأنبياء والرسل، فأصبح ديناً لا مجال إلا التسليم به وتصديقه وإن تعارض مع العقل والفطرة والأدلة والبراهين العلميّة.
القرآن قد بيَّن أنّ الملأ الأعلى اختصموا، وأن اختيار الخليفة الإنسانيّ من أولئك البشر الهمج السابقين الذين تطوّروا سلالياً عبر عشرات الآلاف من السنين، ولمْ يُثبت القرآن أيّ اختصام واحتجاجٍ لهم حين خلق البشر الذي ظلّ ردحاً يسكن الكهوف ويسفك دماء بعضه ويُفسد لا واعياً.
إنّ قراءة متعمّقة في التراث العربي الديني تكشف لنا عن حقيقة الإيمان العميق لدى العرب الأقدمين بالإله الواحد الأحد، الذي خلق السماءَ والأرضَ والماء والهواء والدوابّ، بل تكشف عن معرفتهم بالكيفية التي تمت بها عملية الخلق تلك، وأنّها تمت بواسطة الملائكة الموكلة بتدبير شئون الخلق وفق إرادة الله سبحانه.
من أهم أسباب شقاء الإنسان اليوم هي “الغربة” التي يعيشها مع الطبيعة، فالفجوة كبيرة بين الإنسان وأمّه “الكونية” الطبيعة، وكلما ازداد تحضراً ورقياً في مجال العلوم والتقنيات، كلما ازداد بُعداً وعقوقاً لها وأمعن في تدميرها والإساءة إليها، جاهلاً بحقوقها ومتطلباتها، وأوضح مثال على ذلك الانتهاكات البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية والإفساد في الأرض بشتى أنواعه.
الدين والسياسة توأمان لا حياة لأحدهما من دون الآخر.. والدين أمانة والسياسة تحمّل الأمانة.. والدين حرية والسياسة تطبيق لمقولة هذه الحرية.. والدين تعاليم والسياسة تدابير.. والدين أساس والسياسة بناء على الأساس.
مفهوم “الكفر” هو أقسى تلك المفاهيم التي استشرت، لا لتُطلق على ديار غير المسلمين غربيّةً وشرقيّةً فحسب مهما كانت مللُهم وأعمالهم، بل كانت أيضاً السيف البتّار الذي شهرناه لنتراشق به وصفاً، ويضرب به بعضُنا رقاب بعض.
فإن المجتمع الفاضل والدولة الفاضلة هي دولة دائمة التجديد “حداثية”، لا يوقف تطورها جمود على نص تشريعي مهما كان مصدره، لأن التشريع ما جاء ليجمد التطور بل ليرتقي به، فمهما وجد المسلمون تشريعا هو أرقى وأحسن من التشريع الذي فهموه من النصوص فينبغي عليهم التحول نحوه.
لماذا صار علينا أن نصدق ما ينسب إلينا من أمور مكذوبة ونسلّم بها وكأنّها جزء من واقعنا وعقيدتنا، نفعل ذلك رغم الآثار الخطيرة التي يخلّفها التصديق بمثل هذه الأمور والتي تصل إلى حدّ تصدّع كياننا واهترائه. من هذه الأمور تأتي مسألة الجن في قائمتها، الجن ذلك العالم المجهول الذي مازال الكثير يتخبط في فهمه ومعرفته وتحديد العلاقة معه.