قال الدكتور عبد الحميد أبو سليمان إنه “لابد من أجل التغلب على كل العراقيل التي تقف أمام انطلاق العقل المسلم من فتح باب الاجتهاد الذي توقف أو أغلق منذ القرن الخامس الهجري”. كان ذلك في ندوة “أزمة العقل المسلم” التي نظمتها جمعية التجديد الثقافية وذلك مساء السبت الموافق 32 مايو 9002.
وأوضح الدكتور أبو سليمان أن العقل المسلم يمر بأزمة، وأن سبب تخلف الأمة الإسلامية وبُعدها عن الركب الحضاري هو وجود ”كوابح” للتفكير تقف ضد التغيير وتُفشل مشاريع الإصلاح المتعددة. ومن هذه الكوابح الاهتمام بالشكل على حساب الجوهر وابتعاد الأنظمة السياسية في الدول الإسلامية عن مسألة العدل والتي يقوم عليها المجتمع القويم.
وأضاف د.أبو سليمان “منذ أن تغلبت القبلية العنصرية العربية على دولة الخلافة بدأ التدهور في المنظور الإسلامي، وتشويه الرؤية الكونية الإسلامية، وحدث الانهيار الثقافي والحضاري” مشيرًا إلى أن فلسفة السلام الوحيدة في العالم هي فلسفة الإسلام، أما الفلسفة الغربية فهي فلسفة صراع قائمة على الصراع الطبقي والمادية البحتة”.
وتساءل المحاضر عن سبب انتهاء الخلافة الإسلامية في الأندلس حتى إنه لم تبق منهم إلا الآثار، موضحاً تكالب هؤلاء الخلفاء أو الملوك على المناصب الدنيوية، وتركهم للدين الصحيح وابتعادهم عن ممارسة العدل الذي هو أساس الحكم في الإسلام.
وتطرق د.أبو سليمان إلى السبب الأساس في تدهور العقل المسلم كنتاج طبيعي على الاعتماد على الأحاديث أكثر من نصوص القرآن، وذكر أن هناك الكثير من الأحاديث الضعيفة التي اعتمد عليها المفسرون.
وأكّد د. أبو سليمان “إن الأمة لن تستعيد رؤيتها الكونية إلا بالاستخلاف في الأرض، فأمتنا لا تنقصها موارد مادية أو بشرية ولا أهدافاً سامية، ولكن حالها يعلم الله به، لقد حدث تشوه في عقل الأمة، وفي أداء المسلم، وصرنا ضعافاً ومتخلفين عن الركب في كل شيء، بسبب الكوابح التي تمنع التفكير والتغيير، نريد أن نصلح الخلل ونتخلص من العلل، ونعالج مشكلاتنا وننهض من جديد.”
وأشار د. أبو سليمان في ختام الندوة إلى أن المسلمين “بحاجة إلى فهم أعمق لحال الأمة وأسباب طول سباتها، بما يكفل نجاح هذا المشروع لتستعيد الأمة دورها الرائد والبنّاء في قدرة الأداء والأعمار والخير”.