مرزوق: أغلبية “المواطنين العرب” هم “سكان” في دولهم وليسوا “مواطنين”!
دشّنت جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية بالتعاون مع المؤسسة العربية للديمقراطية والتحالف المدني العربي من أجل المواطنة حملة “واجب المواطنة حقي” في البحرين، في حفل حضره أمين عام المؤسسة العربية للديمقراطية الأستاذ محسن مرزوق وشخصيات من المجتمع المدني وممثلين عن جمعيات مختلفة، وذلك مساء الأحد الموافق 20 يونيو2010م في مقر جمعية التجديد الثقافية.
ووصف الأستاذ محسن مرزوق الحملة بأنها “مشروع إقليمي على درجة بالغة من الأهمية نعلّق عليه في تحالف المدني من أجل المواطنة في المنطقة العربية أهمية كبرى لكونه ينقل قضية المواطنة من الجانب النظري والحواري إلى العملي”.
وانتقد الأستاذ مرزوق التنظير خاصةً حول التعريفات التي وصفها أنها إحدى الرياضات المفضلة في العالم العربي لتأجيل الفعل في القضايا، قائلا “كلما تناولنا قضية نستغرق عشرين سنة في تعريفاتها، وفي كل مرة نقترح القيام بعمل محدد وملموس حولها يعيدنا البعض لمسألة التعريفات، ونبقى في محاولة تلمس الهويات مدة طويلة دون المرور للفعل الحقيقي”.
وحول المواطنة أكّد الأستاذ مرزوق أنها مسألة ليست جديدة لا على الخطاب السياسي العربي ولا على الخطاب السياسي الإنساني بشكل عام. ولكنها وبقدر حضورها في الخطاب أو العمل الفكري فهناك غياب لها ككينونة حقيقية ملموسة، فأغلبية “المواطنين العرب” هم سكان في دولهم وليسوا مواطنين! ولما أطلقنا حملة المواطنة أخيرا في لبنان تطوّع أحد الحاضرين واقترح علينا استعارة أخرى، قائلاً: بل هم سياح، يسكنون دولهم وكأنهم في فنادق، بحيث لا يحصلون من المواطنة الحقيقية على شيء من خلال التعاقد السياسي الحاصل حالياً مع حكوماتهم”.
وقال الأستاذ محسن مرزوق في كلمته حول الحملة “أن المواطنة الفاعلة تعني العمل من أجل تحسين وضع الجماعة من خلال المشاركة الاقتصادية والخدمة العامة والعمل التطوعي بهدف الرفع من مستوى عيش المواطنين”.
وأشار إلى أنها عنصرٌ أساسيّ لتحقيق استقرار النظام الديمقراطي، لأنها تُمكِّن الناس من المشاركة في مسار أخذ القرار العام الذي هو حق من حقوقهم. كما تطرق الأمين العام للمؤسسة العربية للديمقراطية للجانب التاريخي لحملة المواطنة ومكوناتها وإعدادها، مؤكداً على ضرورة الإكثار من الممارسات الديمقراطية لأن تراكمها هو الذي يخلق حالة التعبئة التي تغيّر الموازين.
ومن جانب آخر صرّحت الدكتورة منى الجفيري عضو مجلس إدارة جمعية التجديد الثقافية ومنسق هذه الحملة أن هذا التدشين ما هو إلا باكورة لسلسلة من الفعاليات التي تعتزم جمعية التجديد إطلاقها في سياق حملة “واجب المواطنة حقي” لبناء تحالف وطني حول مفهوم المواطنة.
وأُطلقت بعد الندوة حملة التوقيع على عريضة “واجب المواطنة حقي” المزمع رفعها إلى قادة الدول العربية في القمة القادمة كمطالبةٍ سلميّة من مؤسسات المجتمع المدني العربي، والتي نصها “أطالب بحقي في مواطنة غير منقوصة، تضمن واجبي في المشاركة الحرة والفاعلة والسلمية في إدارة الشأن العام، دون تمييز لأي سببٍ كان، وتؤمِّن العيش الكريم”.
الجدير بالذكر أن التحالف المدني العربي من أجل المواطنة قد أطلق العريضة سعياً “لدولٍ عربية يتمتع فيها جميع المواطنين من مختلف المعتقدات والثقافات والأعراق بحقوق الإنسان والمواطنة، دون أي شكل من أشكال التمييز” حسبما تشير رؤية الحملة.