بذرة صماء.. مغمورة في التراب..
جامدة لا حياة فيها.. لا يعلم بأمرها أحد!
تعيش صراعات داخلية محاولة كسر غشاءها الصلب
تعاني لتشق اول خيط لها خارج جمودها
وها هي تمد جذورها للأسفل وتصعد للأعلى
باحثةً عن النور
فتنمو ويشتد عودها لتخضر وتثمر.
ألسنا أشبه بهذه البذور الصماء
لا يعلم ما يختلج بدواخلنا إلا الله
هو حتماً يسمعنا ويرانا
يمنحنا الدفء والأمان
ويدفعنا بقوة لننمو ونزهر
فهل تراه؟
وأنت مغمور وحيد، تتألم في صمت..
وتحاول أن تجد نفسك في الحياة
هل تراه؟
مع بداية كل يوم جديد..
وأنت تنمو وتسمو وتشق طريقك في حماس
فإن كنت تراه
ستكون يوماً تلك الشجرة الخضراء..
التي أصلها ثابت وفرعها في السماء
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..
وإن لم تكن تراه فاعلم أنه يراك !!
ابحث عن نفسك..
ستجدها عندما تعمل عملاً خالصاً لوجه الله…
وستجدها عندما تترك معصية لا يعلمها إلا الله …
قم اليوم بأعمالك الروتينية التي اعتدتها ولكن استشعر مراقبة الله لك..
كيف سيكون أداؤك لها؟
راودني شعور غريب!
شعرت فجأة وكأني منفصل عن نفسي
كأني أرى شخصاً آخراً أمامي..
شخص له خصوصية، شكل، لون وتعابير مميزة..
دققت أكثر..
شعر ت أن هذا الشخص فاقد للحرية والعفوية..
ينظر إلي وكأنه يحاول أن يتصرف بشكل غريب!!
وقفت وتأملت في هذه الفكرة..
كيف للإنسان وهو يعلم أن من في المرآة هو “نفسه” …
ولكنه لايزال يتعامل دون ذلك!
كيف يثيره الارتباك لمجرد أن عيوناً ما تراقبه ولو كان يقيناً يعلم بأنها عينيه؟
كيف يتصرف حينها بشكل مفتعل وليس بعفوي؟
وكيف لهذا الإنسان الواثق من وجود الله،
المؤمن برصده ومراقبته الحثيثة له،
أن ينسى أنه معه طوال الوقت؟؟
في تلك اللحظة قررت:
ان أضع لاصقاً على يدي على شكل مرآة مستديرة،
يذكرني طوال الوقت أن الله موجود..
أحسن تصرفي في خلوتي..
وأعمل على أداء ما يرضيه عزوجل..
فعين الله لا تنام!