رد الأمانة عبر استحضار روح الوعي والمسؤوليَّة، فالقضيَّة ليست سهلةً كما يفهمها البعض من النّاس، بل إنَّ مسؤوليّاتهم أمام الله كبيرة،
وسيُسأَلون عنها وعن أدائها في كلِّ ميادين الحياة .
أنَّ الأمانة الّتي حملها الإنسان تقتضي منه أن يتحرَّك على أساس الإصلاح، وعلى أساس العمل النّافع الَّذي يعمّ الجميع بنتائجه الطيّبة.
ان تكون إنساناً مكرَّماً ومؤتمناً عند الله، أن تسعى بما مكَّنك الله فيه كي تحمل الأمانة بصدق وإخلاص، وأن تكون كما أراد الله ويريد منك،
إنساناً صالحاً منفتحاً على العقل، بما يحرّكه من النَّشاط الفكريّ والعقيديّ الصَّالح والسَّليم، وإنساناً يحمل في قلبه الخير للجميع.
إنَّ مهمَّة أن يكون الإنسان في موقع تحمّل الأمانة ليست عمليَّة سهلة، بل تتطلَّب منه أن يتخلَّى عن أنانيّاته ومطامعه ونزواته وحساباته
ومشاريعه الضيِّقة، وعن عصبيَّته المذهبيَّة والطائفيَّة والفئويَّة.
إنَّ الوقت لم يفت بعدونستطيع أن نعود إلى رشدنا، ونقف لنحاسب أنفسنا على أيّ تقصيرٍ نقوم به، ونعالج نقاط ضعفنا، ونستجمع قوانا،
وننفتح على مفهوم أمانة الله
فنحن نحتاج قليلاً إلى الهدوء والتّفكير والتعقّل، فالله تعالى لم يخلقنا عبثاً كي نشبع رغباتنا فقط على حساب أمور أساسيَّة أخرى،
ومن أهمّها حمل أمانة الله والعمل به ،أي نستحقّ على الأقلّ أن نكون فعلاً من المخاطبين من قبل الباري عزّ وجلّ، لا من الخارجين على إرادته ودعوته.