إنها صحبة
#مع_آيات_الله
“فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ..”
إذا أخذت الروح دورها في إدارة النفس والعقل، استطعنا تخطّي الأزمات بسلام، وذلك حين نضع معنى إيجابيا جميلا لكل حدث سلبي أو عصيب يمرّ في حياتنا ولا نترك تفسيره منفلتاً من دون عقال كي لا يطمس إيجابيتنا ويفسد سلامنا الداخلي، فالمعنى الجميل يعمل بداخلنا كاللّجام الذي يقيّد حركة الأفكار السلبية ويفسح المجال للروح كي تنطلق في معاني سامية، نستقي بعضها من كتاب الله ومن مواقف الأنبياء كمعنى: “لا تحزن، إن الله معنا”، ومعنى: “كلاّ، إن معي ربي سيهدينِ”، أو معاني الحكماء والأولياء كما في مقولة السيدة زينب (ع): “ما رأيت إلا جميلا”، وغيرها.
“فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ”
العقل يقول: إذا خفت شيئاً اهرب منه، ولكن الآية تقول عكس ذلك: “ففرّوا إلى الله”! فكيف يستقيم الفرار من الشيء وإليه في نفس الوقت؟
هذه القاعدة لا تستقيم إلا مع الله – سبحانه – لأنه الوحيد الذي نعلم أن: “لا مهرب منه إلا إليه”، فلو هربنا منه، فإلى أين المفرّ إلاّ إليه؟ تماماً كما الطفل وأمّه، إذا ما خاف منها فإنه يلقي بنفسه في حضنها.
المعنى الجميل: إذا أذنبت يا عبدي أو قصّرت أو أخطأت، ففرّ إليّ لأنك لن تجد ملجأ ينجيك من غضبي إلا رحمتي!
كان ملتزما بالتباعد الاجتماعي الذي فرضه ظرف الجائحة،
يقضي أيامه ولياليه بين جد دراسته واللعب مع الأصحاب أونلاين، والتطواف في وسائل التواصل الاجتماعي
يومه يمر كالبرق رغم المكث في البيت..
وقف أمام المرآة كما يفعل صباح كل يوم.
شعرة بيضاء واحدة نشزت من بين سواد شعره،
تنبه أن عمره يمضي
أدرك بأنه جاوز الحلم،
وتداعي في ذهنه من الشعر مما يحفظ:
يا مُنفقَ العُمرِ في عِصيان ِخالِقِهِ
أَفِـقْ فَـإنّـك مِـن خَـمـرِ الهَوى ثَمِلُ
وكأن تلك الشعرة تهمس في دخيلته بوحي من الغيب..
ابتعد عن المرآة سريعا منزعجا..
لكنه لم يقدر أن يعود لما كان عليه..
الهمس لا يتوقف..
تلك الشعرة أهدته احساسا بالوقت كما لم يحس به من قبل.
يذكره الهمس بهجران الكتاب
يذكره بأن صلاته لا روح فيها
يسأل من أنا وهو يجول صحراء نفسه
لم يتمالك..
رفع نظره إلى السماء وقال:
رب أسمعتني هذا الهمس
فباعد بيني وبين الذي كنت عليه بالأمس
اعبر بي إلى حيث معيتك
والسعادة بك
وزدني شوقا إلى لقاءك