هذه العبارة تجلّت وتتجلّى يومياً في مواقف إنسانية متكرّرة في فترة نمرّ بها كأفراد الأسرة الإنسانية بأزمّة صحّيّة عالميّة بعد اجتياح مرض (covid 19) معظم البلدان.
يباشر طاقم طبّي صيني بالسفر إلى إيطاليا المنكوبة، ليساهم في علاج ومتابعة مرضى (كورونا الجديد) ولينقل تجربته لمن هم بأمسّ الحاجة إليها، بينما لم تتجاوز الصين بعد أزمتها الصحية، وكان بالإمكان أن تنتظر حتى تتعافى كلّياً من الوباء الذي حلّ بها، ولكن الوقت لا ينتظر، والفايروس ينتشر بسرعة، وأصحاب التجربة الأولى كلّهم أمل أن يسري نجاح تجربتهم إلى الدول الأخرى، لأنهم استشعروا حقيقة:
ممرضة نذرت نفسها للعناية بمرضى فايروس (كورونا الجديد) رغم أن لديها عائلة وأطفال ووالدتها تمرّ بفترة نقاهة من مرض السرطان، إلاّ أنها صمّت أذن عاطفتها لتستمع إلى نداء الواجب، فأطفالها يمكن أن يرعاهم والدهم وذويها، ولكنها إن أفرغت موقعها من وجودها فمن سيملأه؟! وكذلك، الممرضون المسعفون لمرضى (كورونا الجديد) يعرّضون حياتهم للخطر تأدية لواجبهم، وآخرون يقدّمون خدماتهم تطوّعياً ليكونوا جميعاً مصداق لمقولة:
بعض الشركات والمؤسسات والبنوك كذلك ساهمت في عملية التكافل الاجتماعي، فمنهم من منح الأمهات ساعتين من ساعات عملها لتقضيها مع أبنائها الذين انقطعوا عن الدراسة وعن مجالات الترفيه التي تعودوا عليها، ومنهم من أجّل سحب القسط الشهري لقروض الناس حتى تمرّ الأزمة، ومنهم من قدّم قروضاً بلا فوائد، وغيرها من قرارات تنبئ عن أن الدنيا لا زالت بخير.
هذا على المستوى العام والتخصصي، فماذا عنّا نحن كأفراد؟
– بث الأمل والامتناع عن نشر الهلع والخوف.
– التثقيف الذاتي ونشر الثقافة الصحيحة والموثوقة للتحصّن ضد المرض.
– الإيثار، وعدم الاستئثار بالبضائع التي عليها إقبال شديد، بل شراء بعض الحاجيات لجيراني أو من أعلم أنهم أحوج منّي إليها.
وغيرها الكثير من مجالات العطاء الفردية والجماعية..
لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7 الطلاق)
عسى أن يحفّزنا للعطاء؛ غنيّنا وفقيرنا.. لا بالمعنى المادّي فحسب، فالغنى والفقر المعنوي اليوم أولى بالتأمّل، لنتجاوز هذه المحنة بامتياز ونحوّلها الى منحة بإذنه تعالى.