التوحيد.. عقيدة الأمة منذ آدم (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:92) إنّ النظرة الضيقة للدين اليومَ، وعدم التفتح الذهني لقبول الحقائق كما هي، والتسليم دون تمحيصٍ بصحة الكثير من الأغاليط المدوّنة بشأن تراث السابقين وأساطيرهم، كل ذلك حال دون رؤيتنا للحقيقة الكبرى التي عرفها الأولون وآمنوا بها، وهي أنّ الله واحدٌ لا شريك له، وأنّ دينه واحد، وأنّه فطر الإنسان على معرفته منذ أن خلقه. فكان لابد من غربلة هذا التراث وقراءته من جديد قراءة تعيد رسم الصورة لتنطق بمضمونها الصحيح، إنْ أُريد لهذه الأمة أن تنهض وتتعافى من أدوائها وتستعيد الثقة بنفسها وتتواصل مع ذاتها والعالم من حولها، وتأخذ موقعها الريادي في الحياة، لأن ما قيل لها من أنه شرك ووثنية وآلهة متعدّدة هي قراءة خاطئة للنصّ الذي لم يُكتب ليقرأه الآخرون فضلا عن أن ترجموه، وكان الأولى بقراءته هم مَنْ كُتب بلغتهم لأنّهم الأقدر على فهمه والأقرب إلى استيعابه. ولو أنّا أعدنا قراءة تراثنا بتجرّد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لرعاية الإنسان منذ…
الأسطورة.. توثيق حضاري هذا الكتاب ينطلق من النظر إلى الحضارات القديمة في المنطقة العربية على امتدادها الجغرافي على أنّها منطقة واحدة ذات خصائص مشتركة ارتبطت في أصولها العرقية واللغوية بجذور متشابكة ممتدّة في عصور التاريخ القديم، ويتناول موضوع الأسطورة باعتبار أنّها شكّلت الوعاء الفكري الأول لأشكال المعرفة عند الإنسان الأول. لقد روت الأساطير وقائع وأحداث المدن القديمة وذكرت أحوال ملوكها وشخصياتها، كما أنّها حفظت علوما ومعارف مختلفة عن نشأة الكون وبداية الحياة وخلق الإنسان ومراحل التطوّر البشري، الأمر الذي يدعونا إلى القول أنّ مادة الأساطير هو الحدث التاريخي، هذا الحدث التاريخي ليس مصطنعاً أو متخيلاً، إنّما هو وقائع وأحداث حصلت إمّا من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة أو من صنع السماء. ويلقي الكتاب الضوء على لفظ “أساطير الأوّلين” كما ورد في القرآن الكريم، وهو اللفظ الذي ذكره الكافرون بالمذمّة ونسبوه إلى دعوة التوحيد المحمّدية بغية إسقاطها، ولم يلتفتوا أنّهم بذلك اعترفوا بأنّ دعوة الرسول محمد(ص) لم تكن بدعا من الرسل، وهي تتطابق في مضامينها مع ما جاء في الأساطير من مثل الدعوة إلى التوحيد والتذكير بيوم الحساب. وينظر الكتاب إلى أنّ…