الشارقي في الملتقى العربي الخامس للتنمية الإنسانية: — 2010

أكّد الباحث بجمعية التجديد الثقافية الاجتماعية الأستاذ عيسى الشارقي في مشاركته في “الملتقى العربي الخامس للتنمية الإنسانية” أنَّ طريق السلامة الذي يحقق رفعة الأمم وحرية الأنفس في آن واحد هو في التمكن من تحقيق المعادلة الصعبة والدقيقة في قدرة الإنسان على امتلاك الدنيا بكل قواها ولكن دون أن تتملكه.
 
وأضاف “أن تمارس لعبة الدنيا كأحسن ما يكون اللاعبين، ولكن دون أن تنسى أنَّها مجرد لعبة، ولن تتمكن من ذلك ما لم تضع الموازين القسط لنفسك قبالة المال والجاه والدنيا”.
 
ودعا الأستاذ الشارقي في ورقته (مواويل على إيقاع حضارة تنتحر) إلى روحنة الإنسان الفاعل المبدع، قائلاً “متى ما كان الإنسان فاعلاً مبدعًا وكان روحانيًا فقد جمع ما يؤهله لتطوير الحياة دون أن يدمرها، وما يؤهله للكون في سلام مع نفسه ومع الغير ومع الخلق أجمعين”.
 
وقال الأستاذ الشارقي في ورقته التي طرحها ضمن المحور الثالث (السلام الداخلي) “عبثا تحاول الأمم المتحدة، وأحزاب الخضر وعلماء الطبيعة أن ينقذوا العالم من نفسه بعدما تبين لهم عمق الهاوية، فلم يعد بالإمكان إعادة الوحش إلى جحره، والمارد إلى قمقمه، فقد تمكنت المتعة من نفسه، وأخذت دعايات أرباب الإنتاج بلبه، وهو لا يملك قلبًا زكيًا يعيده إلى جادة الصواب والرشد؛ لأنَّه وبكل بساطة لا زال ينظر للاستهلاك واللذة نظرة تنتهي عندها غاية الوجود، فما السعادة إلا في الاستهلاك وما السعادة إلا في المتعة، ونحن بهذا نهلك أنفسنا من حيث لا نشعر”.
 
وانتقد الأستاذ الشارقي النظام الغربي القائم على الاستهلاك قائلاً “إنَّ روح الغرب التي تفجرت منذ عصر النهضة، وظهرت في رحلات الاستكشاف، ثمَّ في حركة الاستعمار للضعفاء وإبادة الشعوب وطمس الحضارات، واستنزاف البشر والحجر والشجر، هذه الروح لا تزال حية تسعى، يستحثها الطمع في كواكب السماء وجبال الأرض وبحار الدنيا”.
 
مضيفاً “إنَّهم يشمون المال من تحت سبع أرضين ومن فوق سبع سماوات، ولقد استنزفوا في النصف ساعة الأخير من يوم الدنيا ما لم يستهلكه جميع الخلائق منذ أن بدأ الخلق، ولن يتركوا شيئًا حتى يدمروا الطبيعة أو تدمرهم”.
 
وأشار الشارقي إلى انتشار سلوكيات في عالم العولمة لم تكن مستحسنة في حداثة ما قبل العولمة، “فتبدلت قيم كانت سامية إلى مسوخ مشوهة، فالحرية والفردانية والتعددية والمساواة والمشاركة كلَّها قد فقدت أو تكاد تلك المعاني الأولى التي كانت معنية في بدايات الحداثة والدعوات الليبرالية، فكلَّها أصبحت آليات مساعدة في تنشيط مجتمع الاستهلاك وتنميطه وتزييفه”.
 
وتابع الشارقي “فبدل أن كانت تسعى في جوهرها لتنمية الثقة بالذات وتفردها كدليل على حريتها وخصوصيتها، أصبحت الآن تروج لحرية مزيّفة لا تخرج في جوهرها عن روح القطيع الحيواني القائم على المتابعة والمثابرة في البحث عن آخر المستجدات في السلع والخدمات تحت شعار: التقدم يعني أن تستخدم آخر ما توصل إليه العلم، ولكنَّهم في الحقيقة لا يعنون به إلا آخر ما أنتجته المصانع والشركات”.
 
وتأتي مشاركة الأستاذ عيسى الشارقي في “الملتقى العربي الخامس للتنمية الإنسانية” الذي تنظّمه جمعية البحرين النسائية-للتنمية الإنسانية تحت شعار “خطوات نحو تحقيق العدالة والسلام والتنمية المستدامة” في الفترة من 26-27 مايو 2010 تأكيداً على أهمية احتياجات الإنسان الروحية والمعنوية إضافةً إلى الاحتياجات المادية، بما يعزّز السلام الداخلي ويحقق أمن الإنسان.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة