صلى الله على محمد و (آله) و(صحبه)(المنتجبين)

سوءة الطائفية أنها تشكّل (بعبعاً) في عقول الطائفيين لا يفكرون إلا عبرها، ونظارة سوداء على عيونهم لا يرون إلا من خلالها فيشمل النظر في كل المسائل الفكرية والعقائدية والمعاملات اليومية فيرى الآخر نقيضه في كل شيء ابتداءً من أشرف المسائل وهي تلك المتعلقة بالله سبحانه وصفاته وأسمائه وانتهاءً بأحقرها من مثل “5 فلوس” يرجعها الخّباز فيفكّر في أي حصالة صدقات طائفية يضعها!! وهو يفعل كل هذا معتقداً أنه يتقرّب إلى الله بها صامّا أذنيه عن قوله تعالى (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) وهو ما وصى به نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى وأوحى بذلك إلى محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام.

نعم ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) لقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) أولا،ً ولأنّ هناك معركة طائفية غير معلنة طالت الصلاة على نبيّنا، نبي الإسلام، نبيّ التوحيد والوحدة الذي جعل الآلهة إلها واحداً، والذي وحّد المهاجرين والأنصار، والسادة والعبيد وصالح بين المتحاربين من الأوس والخزرج، وفرح بانتصار الروم المسيحية ووقع معاهدة السلام والوئام والعيش المشترك مع اليهود وغيرهم من أهل المدينة. نعم اختلفت أمة هذا النبيّ العظيم على الصلاة عليه بينما هو من يقول إن

“إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة الصيام”, فهل يصلون عليه وحده، أم يجمعونه مع آله؟ وماذا عن صحبه، هل يشملونهم بالسلام أم لا؟؟ وذهب الأمر بأمته لأن تصبح صيغة الصلاة عليه راية مذهبية تُرفع للتفريق بين أبنائها و شعاراً للانتماء إلى مذهب دون آخر. المشهد مضحك مبكي، فبينما يرفع الجميع راية التوحيد بيد، يتقابلون متحدّين، هذا يضم الصحب معه وهذا يضم الآل معه، وكأن هناك معركة بين الآل والصحب، ومن لم يكن مع طرف فهو في الطرف الضد!!! وكأن الآل والصحب لم يكونوا صفاً واحداً وصفهم الباري جلّ وعلا في سورة الصف بقوله (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) يرفعون راية التوحيد في البلدان يحررون الناس من استعباد الطواغيت إلى عبادة الواحد الحق.

قد ينبري أناس ويستدلون بالروايات التي تسند هذه الصيغة أو تلك وقد فعلوا، وقد يقوم آخرون بوضع صيغة ورفع أخرى بناءً على قراءة معيّنة للتاريخ وقد فعلوا ذلك أيضاً، وقد يتوصل الجميع إلى نتائج مماثلة وقد يختلفون وللآن لم يصلوا!!! ولكن حتماً لم يكن عامل الوحدة بين أبناء الأمة مسعىً ذا أهمية عند من يبحث ليحققه بل العكس هو الصحيح إذ إن كلاً يحطب في واديه ويحاول إثبات صيغته والتخندق في إطار مذهبه. وسوف نراوح في نفس المكان إذا واصلنا البحث والقراءة والاستدلال بنفس الطريقة بل سنكون أكثر انتكاسة وأبعد عن الصواب مهما تعمّقنا في ذلك لأننا لا نتعمّق إلا في الشرخ والعالم منّا الذي يشق الشعرة شعرتين يشق الأمة الواحدة نصفين وكل نصف قسمين وهكذا ما لم يكن همّه الوحدة بين أبناء الأمة وإيجاد ما يوحّدها بغض النظر عن مذهبه وما علمه من آبائه وأجداده.

الآن ونحن على أبواب الفتنة إن لم نكن في أتونها، في أمس الحاجة إلى الوعي بما يرضي محمّدا (ص) في صيغة الصلاة عليه، وكتابة ذلك فيما نكتب، وفي الرايات التي نرفع سواءً على بيوتنا أو سيّاراتنا أو غيرها، ولنسأل أنفسنا ماذا نضيف إلى محمّد وإلى أمة محمّد(ص). هل نحفظ وصاياه ووصايا ربّنا سبحانه في الوحدة ونبذ التفرق والاختلاف؟

قال تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً)(آل عمران: من الآية103).

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة