بعنوان (ماذا يحدث في لبنان) قدّم الأستاذ كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني ندوة في جمعية التجديد الثقافية وذلك مساء الأحد الموافق 29 أبريل تحدث فيها عن الصراع في لبنان وخلفياته ومخارج مقترحة للأزمة القائمة.
استهل الأستاذ شاتيلا الندوة بتقديم شكره العميق لشعب البحرين على مساندته للقضايا العربية بشكل عام ووقوفه إلى جانب محن لبنان بشكل خاص، ثم استعرض مقدمة تاريخية أكّد فيها على عروبة لبنان جغرافياً وتاريخياً وعرقياً وأكّد أن الغرب يدرك أن تكوين لبنان كله ناتج من تنوع قبلي عربي قديم، وهذا هو أحد أسباب اللمعة اللبنانية أو الفطنة اللبنانية، إلا أنّ محاولات تغريب لبنان استمرت من منطلق موقع لبنان التاريخي، فهو محطة إستراتيجية لنفوذ المستعمر إلى مناطق الموارد والخيرات في الوطن العربي، لذلك فمطلب عروبة لبنان والثوابت الوطنية اللبنانية هي مطلب سائر الطوائف على مر التاريخ.
وأوضح الأستاذ شاتيلا أن الإشكالية في لبنان ليست طائفية بل سياسية لأن كلاً من الموالاة والمعارضة فيها المسلمون والمسيحيون، فصراع اليوم مختلف عنه إبان الحرب الأهلية، كما أنه ليس مذهبيا.
وقال شاتيلا أن ديمقراطية الرئيس بوش التي يريد تصديرها للبنان من العراق وأفغانستان إنما هي تقسيمية ودموية، وقائمة على تسليح إسرائيل عسكرياً ونوويا، وتقسيم سبع دول عربية، وهذا ما أعلنه بن غوريون منذ الخمسينات عندما قال ” لن تستقر إسرائيل في المنطقة إلا إذا كان كره العربي للعربي أكثر من كره العربي لإسرائيل!”.
وانتقد رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني التدخل الأمريكي في الشأن اللبناني من قبل اغتيال الشهيد الحريري ومحاولة تغيير النظام اللبناني والسوري لأنهما لا يسايران مشروع الشرق الأوسط الجديد عن طريق قانون أصدره الكونجرس عام 2004، ثم صدور قرارات أممية بعد ذلك كالقرار 1559 الذي يبدو في ظاهره الدعوة لاستقلال لبنان، لكنه يستبطن تجريد لبنان من حق الدفاع عن نفسه واستعاده أراضيه المحتلة.
وتساءل شاتيلا عوداً على الموضوع الطائفي إذا كان حزب شيعي يريد تحرير أرض سنية كمزارع شبعا فما المانع؟ وإن كانت الحكومة تعارض هذا النهج فلماذا لا تسعى هي لاستعادة الأراضي المحتلة سلماً أو حربا؟!
وأشار إلى أن التعددية في لبنان تسمح بالاختلافات السياسية والدستور اللبناني يثبت أن إسرائيل عدو، أما فكرة التقسيم والفيدرالية فهي ضد الدستور وتهدم جميع الثوابت الوطنية بين اللبنانيين.
وطمأن الأستاذ شاتيلا الحضور على أن الحرب الأهلية لن تحصل في لبنان، لعدم وجود مقومات الحرب الأهلية فالصراع هناك سياسي بحت وليس طائفيا ولا مذهبيا، كما أنّ دروس الحرب الأهلية ومآسيها ما تزال عالقة في الأذهان.
ورأى شاتيلا من هذا المنطلق أنّ حل الأزمة في لبنان لن يكون عند مجلس النواب لأنه لا يمثل كل الشعب اللبناني وهناك انتقاص من شرعيته؛ ولكنه في العودة إلى الدستور للوصول إلى حل سياسي متوازن كما تطرح المعارضة. فجوهر الصراع هو بين التبعية والتحرر، بين الدستور وبين الانقلاب على الدستور، ودعا الأستاذ شاتيلا فريق الموالاة إلى العودة إلى صوابهم وحصر الخلاف في السياسية والإطار الديمقراطي فالتصعيد ليس من مصلحة أحد.
وأكد شاتيلا أيضاً على ضرورة التدخل العربي في الشأن اللبناني للمساعدة على حل الأزمة، وذلك للابتعاد عن مسألة التدويل، فمن المصلحة العربية أن يبقى لبنان عربياً لا أن يكون حالة أمريكية أو إسرائيلية.
واختتم حديثه كما بدأه بالإشادة بالشعب البحريني الذي ساند النضال في لبنان والقضايا العربية والوطنية وبالأخص في فترة الحرب في تموز الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
للاستماع للندوة..
انقر هنا