مداخلة التجديد في المؤتمر القومي الاسلامي ـ بيروت
5 فبراير 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ابد إبتداءاً من توجيه التحية لأولئك الرجال والنساء والأطفال في غزة بعد هذا الصمود التاريخي الذي زلزل عروش الظلمة في ثاني لطمة توجه لقوى الشر العالمية والأقليمية بعد تموز 2006، نسأل الله أن يثبت أقدامهم وأن يطّهر بدماء الشهداء كل عار لحق بالأمة جراء التخاذل والذل الذي جلبه اللاهثون وراء السراب.
أيها الأخوات والإخوة الكرام، لدي مقترحين أود ان أعرضهم على المؤتمر الكريم:
هناك مقولات تتردد في الغرب – بشكل مباشر أو غير مباشر- على أن خط الممانعة والمقاومة في أمتنا هو خط يركض وراء سفك الدماء ويكره السلام ويقتات على الحروب، ينكر علينا هؤلاء اننا حينما نقاوم فأننا في الحقيقة لا ننشد الا العيش في سلام، ومقاومتنا لم تكن الا عندما قلّتْ حيلتنا وسدت علينا الأبوب. يستدل هؤلاء برفض هذا الخط (المقاوم) الدائم لجميع مبادرات التسوية المقدمة والتي يقوم بالتسويق لها بكل أسف العديد من الأنظمة العربية على أنها مبادرات سلام، في حين انها مبادرات سلب للحقوق وتسكين مؤقت لابد له أن ينفجر في أية لحظة.
المقترح هو أن يتبنى مؤتمرنا مبادرة سلام إنسانية قائمة على العدل والإنصاف تراعى فيها الجوانب الإنسانية، جوهرها هو إرجاع فلسطين كل فلسطين لأهلها وإقتراح حلولاً إنسانية لليهود المهاجرين الى فلسطين، فقد أستطاع العدو من خلال التشويه أن يقلب الحقائق امام الرأي العام العالمي لمنعه من الإصغاء لعدالة القضية الفلسطينية، تسير هذه المبادرة بشكل موازي للمقاومة المسلحة وتعضدها ولا تكون بديلاً عنها، إما توقيتها فيكون بيد المؤتمر وعليه إختيار الوقت المناسب لذلك.لقد بدأت شذرات من المعلومات المتناثرة تتجمع شيئاً فشيئاً عن التزوير الذي أسس لإغتصاب فلسطين، فنرى ذلك العالم الأمريكي يصدر كتاباً يكذّب فيه قصة مملكة إسرائيل، ونسمع المؤرخ وعالم الآثار الإسرائيلي زئيف هرتزوج يصرح بأن جميع المعلومات الواردة في العهد القديم (التوراة) والتي تتحدث عن وجود تاريخي لليهود في فلسطين لا أساس لها من الصحة، ويلحقه غيره من المؤرخين اليهود كنئمان يقول مثل قوله لتبدأ حملة تكفير وتخوين لإخماد هذه الأصوات. ناهيك عن الكتب والبحوث العديدة التي صدرت ولا زالت عن العديد من المؤرخين والمفكرين العرب ومنهم جمعية التجديد الثقافية في البحرين في سلسلة “عندما نطق السراة” الصادرة عام 2005 والتي تفضح أكبر عملية تزوير في التاريخ الإنساني تمت على يد الحركة الصهيونية.
فقصة الهيكل ومملكة إسرائيل الكبرى وأرض الميعاد وتلك الأحداث التي تذكرها التوراة بأدق التفاصيل ليست سوى تزوير صهيوني أريد له أن يسوغ تهجير الألاف من اليهود المتناثرين حول العالم.
المقترح هو أن يشكل المؤتمر لجنة متابعة لهذا الأمر الخطير وأن تجمع هذه المعلومات المتناثرة في كل مكان لتوجييها توجيها استراتيجياً لخدمة قضيتنا العادلة.
قد يقول قائل أن لا فائدة اليوم بعد أن أحتلت فلسطين بالكامل، وعلى أن اليهود المستوطنين ليسوا سوى تجار جاءوا للنصب والسرقة و لاعلاقة لهم بالتوراة أو الأديان، نقول أن ذلك صحيح ولكن هذه المعلومات الملفقة هي التي أوطئت للتعاطف الشعبي المسيحي الغربي مع الصهاينة في سيطرتهم على فلسطين وهي التي تسوقها الأنظمة المتعاقبة على البيت الأبيض وهي التي يحملها المسيحين الصهاينة خلال ترويجهم دعم دولة إسرائيل.
وختاماً لا بد من القول أن إختطاف جغرافيا وتاريخ المنطقة هو الذي أوطئ لإختطاف فلسطين وعليه فإن فضح هذا التزوير سيدق المسمار الأخير في نعش هذا الكيان السرطاني الموشك على الزوال بإذن الله.