من أذن لكم أن تقصفوا القمر؟

أمريكا تقذف قطب القمر بصاروخ ومركبة، والهدف استكشاف الماء، والسؤال هو من أذن للولايات المتحدة أن تقصف القمر؟ هل القمر مجهول المالك؟ أم إنه تابع للأرض مسخر للإنسان كل الإنسان؟ وهل أن العبث بالقمر لا يضر بالأرض وبالناس وبالمستقبل؟ وهل علمت ناسا عن القمر ما يخول لها أن تقصفه؟ أم أنها تجهل عنه أضعاف أضعاف ما تعلم؟ هل يتحمل القمر شدة القصف؟ أم أنه سيتصدع جراء ذلك؟ أسئلة كثيرة من حقنا أن نوقف ناسا والولايات المتحدة عنها.

لقد أفسدت الحضارة الغربية من البيئة والحياة الفطرية والطبيعة ما بلغ خطره التهديد لأصل وجود الإنسان على الأرض، ولقد صنعت من وسائل التدمير الشامل رجاء العلو والغطرسة ما قتل خلقا غفيرا ولا يزال يقتل، ولقد أسرفت في تحميل الطبيعة ما لا تطيق جريا وراء المتع والرفاه والتخمة، والعالم اليوم كله يجري لاهثا برجاء تدارك العالم قبل حلول الكارثة ولن يدرك، ثم هاهم يقفزون بنفس العقلية المغرورة واللامبالية ليبدؤوا مشوار إفساد القمر.

لقد تصرفت أوربا وأمريكا واليابان في الأرض تصرف المالك، وكأن لا شريك لهم فيها، فكانوا يصنعون ويستهلكون ويخلفون من الملوثات ما لا يحاسبهم عليه أحد، حتى امتلأت الأرض والبحار بسموم مخلفاتهم، لم تراقبهم منظمة دولية ولم يستأذنوا أمما متحدة، ولو قلنا أن الناس يومها مشتركون في الجهل فهم اليوم ليسوا كذلك، فقد تعلموا من كارثة الأرض الموشكة.

إن القمر ليس ملكا لبلد دون بلد، ولا لجيل دون جيل، فهو نعمة مسخرة لكل من هو على الأرض من ميت ومن حي، ولا يحق لأحد العبث به والتصرف فيه دون رقيب وحسيب، فمن هي الجهة الدولية التي أذنت لأمريكا أن تقصف القمر؟ وماذا لو أنهم قد أفسدوا في الخلق بما يضر الخلق؟

إن من الواجب على الأمم المتحدة أن تنشأ هيئة مستقلة من خبراء العالم كما هو الحال في هيئة مراقبة الطاقة النووية، تدرس كل خطوة تريد دولة ما أن تقوم بها من مثل هذا القصف الفوضوي، لتفحص درجات الأمان، ومقدار الحاجة والفائدة، ومستوى الدرجة العلمية الموضوعية، والبدائل المتاحة، لترفع تقريرا بكل هذا للأمم المتحدة فتأذن أو تمنع، لتكون المسؤولية جماعية، وأما أن تتصرف كل دولة على هواها وبحسب قدرتها، فلن نكون حينها إلا كمثال رسول الله عن أصحاب السفينة التي رام أحدهم خرقها من موضعه، على أنه موضعه الخاص منها لا يحق لأحد منعه!!

إننا نتصور أن القمر كبير بحيث لا يؤثر فيه تفجير محدود، وأن فائدة الأرض منه لن تتأثر بذلك لأننا لا نزرعه ولا نسكنه، وإنما فائدته لنا تتحقق بمجرد وجوده في حفظ الأرض واعتدال الثمر ودورة البحر، وهذا كلام المستكفي عن التحقيق بالشبهات، فكذلك قلنا عن البحر والهواء حتى أفسدناهما.

إننا لا نعلم عن القمر إلا أقل القليل، لا نعلم عن طبيعة مكوناته، ولا عن قوة صلابته، ولا عن مدى قوته في الثبات على مساره فيما لو تعرض للمزيد من القصف والقذف، ولا عن مدى قوة جذبه للغبار المتصاعد عنه، ثم لم نحسب جيدا مدى فائدتنا من استكشاف الماء والعناصر عليه ومدى الجدوى من استغلالها أو نقلها من الأرض، وفيما إذا كان الفارق يستحق كل هذا العناء والمجازفة.

ثم إن القمر ملك عام، فما هو القانون الذي سيحكم توزيع الفوائد من استثماره واستخراج معادنه؟ أم أنه كما كان الحال مع القطبين ” من سبق لبق”؟ هذا مجالات من العلم والقانون لابد أن تتولى الأمم المتحدة وضعها وبيانها، لتحفظ حق كل مخلوق على الأرض، ولتمنع الأقوياء اليوم من الاستئثار بحقوق الضعفاء، ولتمنع غدا من قيام منازعات دولية فضائية، ولتمنع تكرار الكارثة.

شارك بتعليقك

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

عصى آدم..الحقيقة دون قناع
  • معصية آدم، نموذج لمفردة في البناء المعرفي! وحلها سيعيد لإنساننا خارطة نفسه وهويته الضائعة وهدف وجوده
  • معرفة هذه الحقيقة صدمة تعيد الوعي، نعقد بها مصالحة بين التراث والمستقبل لنعيش لحظة الحاضر بيقظة أننا على جسر التحول الإنساني، الذي بدأ في الأرض بالإنسان الهمج ليختتم بالخليفة "الإنسان الإنسان"
مسخ الصورة..سرقة وتحريف تراث الأمة
  • أخذت الحركة الصهيونية على عاتقها غرس دولة لليهود في خاصرة الأمة فزوروا التاريخ العربي ونسبوه لليهود
  • اختلقوا لغة بسرقة إحدى اللهجات القبلية العربية البائدة وأسموها اللغة العبرية
  • أقحم الدين والتاريخ للسيطرة على عقول الناس ونقلت رحلات الأنبياء من مواقعها ليأسسو لاحتلال فلسطين فساهم هذا التزوير في مسخ صورة العربي والمسلم في الثقافة الغربية
مفاتيح القرآن و العقل
  • إذا كان كلام الله واحداً ودقيقاً، كيف حصل له مائة تفسير؟
  • ماذا لو كانت أمتنا تقرأه وتترجمه معكوساً، كلبسها إسلامها مقلوباً؟
  • أصحيح هذا "المجاز" و"التقديرات"،و"النسخ" و"التأويل" و"القراءات"؟
  • هل نحن أحرار في قراءة القرآن وتدبره أم على عقولنا أقفال؟
نداء السراة..اختطاف جغرافيا الأنبياء
  • ماذا يحدث عندما تغيب حضارة عريقة
  • هل تموت الحقيقة أم تتوارى عن الأنظار لتعود .. ولو بعد حين؟
  • هل تقبل بلاد وادي النيل بعودة حضارة القبط الغريبة؟
  • هل تقبل نجد بعودة موطن آباء الخليل إبراهيم وبنيه إسحاق ويعقوب؟
الخلق الأول..كما بدأكم تعودون
  • إن البشر الأوائل خرجوا قبل مئات آلاف السنين من "قوالب" الطين كباراً بالغين تماماً كالبعث
  • جاء آدم في مرحلة متأخرة جداً من سلالة أولئك البشر اللاواعي، فتم إعادة تخليقه في الجنة الأرضية ونفخ الروح فيه
  • آدم أبو الناس ليس هو آدم الرسول الذي أعقبه بمئات القرون
الأسطورة..توثيق حضاري
  • الأساطير وقائع أحداث حصلت إما من صنع الإنسان، أو من صنع الطبيعة، أو من صنع السماء
  • لكل اسطورة قيمة ودلالة وجوهراً وتكمن فيها أسرار ومعاني بحاجة إلى إدراك وفهم
  • من الضروري العودة إلى اللغة العربية القديمة بلهجاتها المختلفة لفك رموز الأساطير التي غيب الكثير من مرادها ومغازيها
التوحيد..عقيدة الأمة منذ آدم
  • لو أنا أعدنا قراءة تراثنا بتجرد لأدركنا حقيقة اليد الربانية التي امتدت لإعداة الانسان منذ خطواته الأولى على الأرض بما خطت له من الهدى
  • التوحيد منذ أن بدأ بآدم استمر في بنيه يخبو حيناً ويزهو حيناً آخر، ولكنه لم ينطفئ
بين آدمين..آدم الإنسان وآدم الرسول
  • هل هما (آدمان) أم (آدم) واحد؟
  • من هو (آدم الانسان) الأول الذي عصى؟
  • من (آدم الرسول) الذي لا يعصي؟
  • ماهي شريعة (عشتار) وارتباطها بسقوط آدم الأول حين قارب شجرة المعصية؟
طوفان نوح..بين الحقيقة و الأوهام
  • ما قاله رجال الدين والمفسرون أعاجيب لا يقبلها المنطق ولا العقل السليم في محاولتهم لإثبات عالمية الطوفان
  • استثمر المستنفعون من اليهود هذه القضية ليبتدعوا القضية السامية ويرجعوا نسبهم إلى سام بن نوح (ع)
  • قضية طوفان نوح (ع) لا تكشف التزوير اليهودي فحسب، بل تضع يدها على موضع الداء في ثقافة هذه الأمة