إنها صحبة
#مع_آيات_الله
حلقة 2
الآية الرفيقة
قبل عام وفي ليلة القدر تحديداً، اخترت آية تكون لي خير معين في عامي الجديد. فوقع اختياري على: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً٭ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْرا). أحببتها، ووجدت فيها أُلفة الرفقة الطيبة وفي نفس الوقت كنت أقلّب معانيها وأتفحصها أبحث فيها عن رسالةٍ خاصة أستمد منها قوتي للعام الجديد.
الآن وبعد عام كامل، أصبحت هذه الآية رفيقة الدرب وكانت لي نِعم الرفقة، سأحدثكم عن أجمل رسائلها:
هل عِشتَ يوماً شعرت فيه أنك خائف من ظرفٍ ما لا تعرف كيف تخرج منه وإلى من تلجأ ليخلصك منه؟ تبحث عن شخص يساعدك لكن لا يوجد أحد يستطيع أن يعطيك ما تريد. قد يكون لديك من يرشدك للطريق ويكون لك نِعم الأخ بجانبك لكنه لا يستطيع أن يوصلك إلى نهاية الطريق الذي ترجوه.
بعد كل البحث عن الحلول والأشخاص، سمعت هذه الآية تقول لي لا يوجد حل غير اللجوء لله سبحانه. لا أحد يستطيع أن يعطيك غايتك فقط هو سبحانه وتعالى. عليك فقط أن تثق به وتتوكل عليه.
هذه الآية تدعونا أن نبثّ أكبر مخاوفنا لله سبحانه ونتوكل عليه، لا أن نعوّل على أحد سواه، سنجد التوفيق والتيسير منه سبحانه بمختلف الطرق التي قد لا نكون وضعناها في حسباننا. هو سبحانه يضعنا على خارطة الطريق الصحيح ليس بالضرورة أن يكون الطريق كما رسمناه نحن لأنفسنا بل هو دائماً مختلف وأجمل مما كنا نخطط له ونرسمه لحياتنا، فهو سبحانه أعلم بالأمور.
المعنى الجميل: مهما كان ظرفك صعباً لا تبتعد عن الله سبحانه فتخطئ أو تُذنب، وتذكّر إن: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)، فوِّض أمرك إلى الله وتوكل عليه. هو بالتأكيد سيتكفل بتدبير أمرك ويرزقك من حيث لا تحتسب.
الخير والشر لم يعودا واضحين في زمننا هذا، فالشيطان طور أساليبه، وألبس الشر حلة الخير حتى بات لا يعرف هذا من ذاك!
الخير هو الوعي واليقظة من سبات الجهل.. هو حالة يكتسبها الإنسان ولا يولد بها! بحيث يكون متحكما في عالمه لا مسلوب الارادة راضخا تحت قوى أخرى تسيره أينما تشاء وفقاً لمصالحها.. بل ساعيا نحو تحقيق ذاته للوصول الى الكمال..
فالمعركة اليوم بين الخير والشر تتمثل في القدرة على السيطرة والنفاذ على وعي الإنسان ليصبح بعد ذلك أداة طيعة يوجهها الكبراء كيفما يشاؤون.
لتفتح الأفق في وعينا على أن الحياة واللحظات مواقف وخيارات تتجدد وتتعدد مع استمرار أنفاسنا، وأن الخيارات الصحيحة تتطلب قرارات واعية تخالف أحياناً طبيعة النفس البشرية (بأشقهما على نفسي)، ولا تكون مشقة من دون معاناة وتتطلب الصبر.
هو الخروج من الممارسة اللاواعية التي تحركها نوازع وأغراض آنية لا تمت لبرنامجنا وأهدافنا بصلة، بل ممارسة منضبطة بهدف واضح لمجموعة من الأعمال منتظمة في عقد واحد ترتقي بنا في سلم الكمال الروحي.
هو الممارسات اليومية التي تغرقنا في التعلق بالقشور والانشغال بها حتى نصبح في غيبة تامة عن إدراك أهدافنا في الحياة .
ليس كل ما يسبب ألما هو شر.. وليس كل ما من شأنه أن يحقق متعة هو خير مطلق ، وإنما المعيار يبدأ بتغيير نظرتنا ووعينا بهدف وجودنا ومعرفة ارادتنا الحقيقية نحو أهدافنا نحو السمو والكمال .
________________________
لنفكر في الأعمال التي نقوم بها:
أي منها وفقا لارادتنا .. وأي منها قد نفعله ونحن مخدرين عن مضاره؟
أهي (خير| وعي) أم (شر| تخدير)؟
وغيرها الكثير..
لنتأمل..