قيل أن امرأة عمران “حنّة” قد كبرت ولم تلد، فأبصرت طائرا يزقّ فرخا، فنذرت إن ولدت أن تجعله من خدَمة بيت المقدس، فحررت ما في بطنها ولم تعلم ما هو،…
اخترنا التجديد لأن النفوس البشرية تغفل ضرورته وتميل مع الوقت دائما لتقديس القديم المألوف ، ولا نريد بهذا الاسم أننا مجددون أو دعاة تجديد فقط بل نريد أن نقول أن التجديد واجب وهو سنة تاريخية تتخلف الأمة متى ما توقفت عنه وهذا مما نفهمه من قوله سبحانه ” كل شيء هالك إلا وجهه “
قد تكون خاطرة في الطفولة تؤثر على قرارات مستقبلية خطيرة لا يرى الشخص ذاته أو المراقب له أي علاقة لهذه الخاطرة بالقرار، و يستغرب تأثيرها غير المتوقع وغير المبرر منطقياً. وقد يكون آخر قد مرَّ بنفس الظروف ولكن تأثيرها عليه وعلى قراراته المستقبلية مختلف تماماً.
التاريخ يؤكد بأن العرب لم ينكروا جميل صنع الغرب، إذ لم يكن للغرب حسن صنع معهم أبداً، والحقيقة أن الغرب هو الذي جحد جميل الصنع وتنّكر لمن علّمه وأدّبه، ورفع منظومة قيمه وفنه، فالعرب الأساتذة قد حاولوا بصدق وإن لم تنجح تلك المحاولات أن يُعلّموا الشعوب الأوروبية التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان.
بعض المسلمات الدينيّة والتاريخيّة السائدة في يومنا هي نتاج عمليات تزوير طويلة ودقيقة، ولدقتها وإحكامها استطاعت أن تفرض نفسها كحقائق ثابتة في الوعي الإنساني، وبعضها أصبح القانون الذي يدار به عالم اليوم، وتصاغ به نظريات التاريخ والاجتماع والسياسة وتؤسس عليه الدول، وإسرائيل مثل صارخ على هذا التحريف.
تفنن اليهود في التزوير، وتوارثوه جيلاً بعد جيل، وجهدوا جهدهم لأنَّ يبقى تزويرهم وكذبهم على الله ورسله منطلياً على النّاس فأضفوا على ما جنوا هالة التقديس فجعلوا تاريخهم جزءاً من دينهم وشريعتهم فبدا هذا التاريخ للكثيرين وكأنَّه موحى بأدق التفاصيل من الله إليهم عبر الأنبياء والرسل، فأصبح ديناً لا مجال إلا التسليم به وتصديقه وإن تعارض مع العقل والفطرة والأدلة والبراهين العلميّة.
القرآن قد بيَّن أنّ الملأ الأعلى اختصموا، وأن اختيار الخليفة الإنسانيّ من أولئك البشر الهمج السابقين الذين تطوّروا سلالياً عبر عشرات الآلاف من السنين، ولمْ يُثبت القرآن أيّ اختصام واحتجاجٍ لهم حين خلق البشر الذي ظلّ ردحاً يسكن الكهوف ويسفك دماء بعضه ويُفسد لا واعياً.
لقد وجدته!.. لقد عرفت كيف كانوا يخنقون الحقيقة أمام أعيننا تمهيداً لاستبدالها بالوهم، فما بعد النور إلا الظلام. عرفت كيف كانوا يخطفون تراثنا ثم يكتبون لنا الظلام بنفس توراتية ضبابية ويقولون لنا (هذا من عند الله) ليشتروا به ثمناً بخساً.عرفت كيف فرقوا بيننا وبين أجدادنا وكيف حالوا بيننا وبين مخزون تراكمات علومنا السماوية النقية التي جاء بها أجدادنا من أنبياء ومرسلين منذ أقدم العصور.
إنّ قراءة متعمّقة في التراث العربي الديني تكشف لنا عن حقيقة الإيمان العميق لدى العرب الأقدمين بالإله الواحد الأحد، الذي خلق السماءَ والأرضَ والماء والهواء والدوابّ، بل تكشف عن معرفتهم بالكيفية التي تمت بها عملية الخلق تلك، وأنّها تمت بواسطة الملائكة الموكلة بتدبير شئون الخلق وفق إرادة الله سبحانه.
من أهم أسباب شقاء الإنسان اليوم هي “الغربة” التي يعيشها مع الطبيعة، فالفجوة كبيرة بين الإنسان وأمّه “الكونية” الطبيعة، وكلما ازداد تحضراً ورقياً في مجال العلوم والتقنيات، كلما ازداد بُعداً وعقوقاً لها وأمعن في تدميرها والإساءة إليها، جاهلاً بحقوقها ومتطلباتها، وأوضح مثال على ذلك الانتهاكات البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية والإفساد في الأرض بشتى أنواعه.